اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

البَطَر

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش

اليوم نود أن نتكلم عن البطر. وهذه الخطية هي التذمر والضجر والشكوى المستمرة وعدم الرضا بالواقع. ولكن ما أسباب هذه الخطية؟ وماهي أضرارها؟ وكيفية علاجها.

(أ) أسباب خطية البطر:

1) حياة التدليل: وهي التربية الخاطئة لبعض الأبناء والتي فيها يأخذون كل رغباتهم مهما كانت مكلفة أو غريبة أو ضارة. فيظن الأبناء أن الحياة ناعمة سهلة لا يوجد بها مشاكل أو متاعب، فإذا واجهتهم هذه الأشياء تبطّروا.

2) محبة العالم: وهي السعي الدائم للحصول على المزيد من الكماليات وأدوات الرفاهية، مما يُسقِط الإنسان في هذه الخطية، لأنه من ناحية لا يستطيع أن يلحق بكل ما هو جديد ومتطور، ومن ناحية أخرى لا يستطيع بإمكانياته المادية المحدودة أن يشبع كل رغباته.

3) محبة الذات: وهي من أسباب فقدان سعادة الإنسان، فالعين لا تشبع مما تراه، وكذلك الأذن مما تسمعه. لذلك فالإنسان الذي يحب ذاته يسقط في هذه الخطية وينسى إحسانات الله، لذلك عاتب الرب الشعب قديمًا قائلًا: «لما رعوا شبعوا. شبعوا وارتفعت قلوبهم لذلك نسوني» (هو13: 6).

4) عدم الرضا: فكثير من الناس يحيون في عدم الرضا، ويتبطرون على السكن والعمل والثروة والنسل والحياة بصفة عامة، فيسقطون في هذه الخطية ولا يفيقون إلا بعد ضياع النعمة من أيديهم!

5) الغرور والكبرياء: المتكبّر يظن في نفسه دائمًا أنه أفضل من الكل أو أكثر جمالًا أو ذكاء، وأنه ينبغي له أن يعيش في مستوى أعلى من غيره، ولذلك يسقط في هذه الخطية حينما لا يحصل على ما يظن أنه يستحقه.

(ب) أضرار خطية البطر:

1) فقدان السلام الداخلي: إن الشكوى والتذمر الدائم والنقمة على الحياة وعدم قبول الأوضاع الصعبة يفقد الإنسان سلامه الداخلي، بسبب ما تسبّبه هذه الأشياء من صراع نفسي يجعل الإنسان يسقط في الكآبة والحزن وفقدان السلام.

2) الإصابة بالأمراض الجسدية: إن السقوط في هذه الخطية يصيب الإنسان بأمراض جسدية كثيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وقصور الدورة الدموية التاجية الخاصة بالقلب، والسكتة القلبية وأمراض أخرى كثيرة تأتي من الصراع الذي يسقط فيه الإنسان نتيجة عدم قدرته على تحقيق كل رغباته وأهواءه.

3) الوقوع في خطايا كثيرة: وعلى رأسها الغضب والغيظ والكذب والسرقة والغش والخداع والإدانة والقسوة والظلم والغيرة والحقد والحسد والكراهية والقتل، وغيرها من الأمراض الروحية الأخرى التي تصيب من يسقط في هذه الخطية ومن يبحث عن التنعم الدنيوي.

4) التعرض للأمراض الاجتماعية: مثل إهمال الحياة الأسرية والترابط الأسري والحنان والمحبة داخل الأسرة.

(ج) علاج خطية البطر:

1) التدرب على حياة القناعة: يجب أن يتدرب الإنسان على القناعة والرضا بما هو فيه بطموح دون جموح.

2) التدرب على الجدية: يجب على الآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم على أن يكونوا جادين منذ طفولتهم. فلا يلبّوا لهم كل ما يحتاجونه، بل أن يعلّموهم منذ الصغر أن هناك شيئًا ممكنًا وآخر غير ممكن، وأن يشجعوهم على المشاركة في العمل داخل الأسرة حتى ينشأوا أقوياء يستطيعون التعامل مع المجتمع.

3) حياة الشكر: يجب أن نتعلم حياة الشكر، فهي تعطي الإنسان السعادة والفرح الداخلي، مما تجعله ينجو من هذه الخطية الصعبة. واضعين أمامنا قول الكتاب المقدس «شاكرين كل حين على كل شيء» (كو3: 17).

4) مصاحبة الشاكرين: لكي ما ننجو من هذه الخطية ينبغي أن ننجو من مصاحبة المتذمرين. فإن هذه الخطية قد تنتقل بالعدوى، لذلك حسنا قال الكتاب المقدس: «إن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة» (1كو15: 33).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx