اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

وقوس قزح حول العرش

نيافة الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية

01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش

ورد ذكر قوس قزح في الكتاب المقدس في أربعة مواضع:

1. «هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم وبين كل ذوات الأنفس الحية التي معكم إلى أجيال الدهر: وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض» (تك9: 12-13).

2. «كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر هكذا منظر اللمعان من حوله» (حز1: 28).

3. «وكان الجالس على العرش في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق، وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد» (رؤ4: 3).

4. «ثم رأيت ملاكًا آخر قويًا نازلًا من السماء متسربلًا بسحابة، وعلى رأسه قوس قزح، ووجهه كالشمس ورجلاه كعمودي نار ومعه في يده سفر صغير مفتوح» (رؤ10: 1-2).

ومن العجيب في حديث الله لنوح أنه نسب قوس القزح لنفسه فقال: «وضعت قوسي». لكن هذا العجب سرعان ما يتلاشى عندما نقرأ وصف كل من حزقيال ويوحنا لقوس قزح الموجود حول عرش الله. أما آخر إعلان ارتبط بقوس قزح في الكتاب المقدس فجاء في وصف يوحنا الرائي للسيد المسيح نفسه في رؤيا 10 حيث قال: «وعلى رأسه قوس قزح».

نستخلص مما سبق أن قوس القزح هو في الأصل أحد مظاهر النور واللمعان الموجودة حول عرش الله في السماء، وأنه يحيط برأس السيد المسيح، وأنه كان أول علامة عهد بين الله والإنسان التي لما يبصرها الله في السحاب يتذكر ميثاقه مع الإنسان فلا تكون المياه طوفانًا لتهلك كل ذي جسد.

والسؤال البديهي الآن: لماذا اختار الله قوس القزح بالذات كعلامة تذكير لميثاقه مع الإنسان؟ من السهل أن نستنتج الإجابة في ضوء ما وصفه يوحنا عن السيد المسيح حيث ظهر قوس القزح على رأسه. يعني ذلك أنه منذ زمان نوح كان ظهور علامة قوس قزح في السماء يذكّر الله الآب بذبيحة ابنه الوحيد المزمع أن يُقدم فداءً عن كل البشرية فيسكن غضبه من نحو شر الإنسان. هكذا تدرج الكتاب المقدس في الحديث عن قوس قزح حتى انتهى في سفر الرؤيا ليكشف لنا كمال سره أنه إحدى علامات الابن. ومن المعروف علميًا أن قوس القزح هو في الأصل سبعة ألوان تنتج عن تحليل الضوء. فلا عجب إذًا أن يظهر قوس قزح على رأس السيد المسيح الذي هو نور العالم!!

إن ما جذبني للتأمل في هذا الموضوع بالذات هو انتشار قوس قزح هذه الأيام كعلامة للمثليين حيث يضعونه على راياتهم وأعلامهم، وعلى العديد من المنتجات مثل شماسي المطر والتيشيرتات...إلخ. لقد تم اختراع هذا العلم للمثليين عام 1978م في سان فرانسيسكو. إلّا أن قوس قزح المثليين هو قوس قزح خادع ومزيف يتكون فقط من ستة ألوان، واللون المحذوف منه هو اللون الأزرق السماوي!!

ليس أمرًا صعبًا إذًا أن نفهم لماذا اختار المثليون بتدبير شيطاني قوس قزح كرمز لهم. إنهم يزيفون إحدى علامات السيد المسيح. وكعادة عدو الخير فإنه دائمًا ما يقدم نفسه على أنه حقيقي بينما هو كذاب ومخادع يخدع قلوب السلماء. إنه يدعي أنه النور بينما هو الظلمة بعينها!!

ليتنا نصغي لوصية بولس الرسول: «لا يخدعنكم أحد على طريقة ما» (2تس2: 3)، ولنُصلِّ أن يرحم الله العالم كله من "كل خديعة الإثم في الهالكين". آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx