اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

الحياة المسيحية

القس إبراهيم القمص عازر

01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش

يقول العلامة ترتليانوس إن النفس مسيحية بطبيعتها، وهو بذلك يشير إلى النفس الانسانية في عمقها، كاشفًا لنا عن أصلها وجوهرها. فالنظرة المسيحية للنفس نظرة كيانية عميقة -لا تنظر كثيرًا إلى رتوشها الخارجية، ولا تتوقف عندها- تدخل بنا إلى عمق النفس، في أصلها، كخليقة الله. فالخلق يكشف لنا سر النفس، مصدرها وجذورها، طبيعتها وسماتها، ثم مصيرها ومستقبلها الأبدي. لذلك تنطلق مسيحيتنا في عقائدها من عقيدة الخلق، كأساس راسخ لفهم حقيقة حياتنا المسيحية. فالخلق يعلمنا، أن المبادره إلهية. فالبداية كانت صناعة إلهية، والنهاية أيضًا ستكون في ملكوت أبدي، حيث مسكن الله مع الناس. فالخالق الذي طبع صورته في النفس، جاء وحررها وجددها بالفداء، ثم قدسها بالروح القدس، لكي يستردها لنفسه في مجده، ويعيد لها بريقها، عندما نتغير إلى تلك الصورة عينها.

للحياة المسيحية نمط وتوجُّه يتناسق مع مفهومها، فالمسيحية ليست مجموعة من التشريعات الزمنية، أو حزمة من الصياغات التي تحكم المجتمعات وتقنّن العلاقات الإنسانية. لم يسجل الرب يسوع قوانين زمنية، ولم يحدد صياغات اجتماعية، بل كانت رسالته موجهه للشخص بغض النظر عن زمانه ومكانه. فالحياة المسيحية تندرج بوضوح تحت المفهوم الالهي للانسان الجديد «إن كان أحد في المسيح يسوع». فالحياة المسيحية هي حياتنا هي في المسيح، أو حياة المسيح فينا. فالمسيحي الحقيقي ليس مَن وُلِدَ مسيحيًا، بل هو مَنْ يحيا في المسيح. ليس من وُلِد جسديًا من أبوين مسيحيين، بل من وُلِد روحيًا من الله «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يو1: 12)، الميلاد الثاني، من رحم الأم الروحية (الكنيسة). فكل من مات مع المسيح، ثم قام وأخذ طبيعة جديدة (المعمودية)، طبيعة مقدسة ومدشنة بالروح القدس، تصير له حياة جديدة، هي حياة المسيح القائم من بين الأموات «وأما هذه فقد كُتِبَت لتؤمنوا أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو20: 31).

الحياة المسيحية هي الحياة بحسب الانجيل «فقط عيشوا كما يحقُّ لإنجيل المسيح...» (في1: 27). فالمسيحي الحقيقي هو من يحيا بحسب إنجيل يسوع المسيح. والحياة بحسب الانجيل معناها قبول بالمسيح، الإيمان به والعيش معه. ذلك الإيمان الذي يجعل النفس ترى المسيح خالقًا، وفاديًا، ومعلمًا، وقائدًا، مخلّصًا لها من خطايا الماضي، ومجددًا لها في الحاضر، وضامنا لها في المستقبل الأبدي. لذلك لا ترى لها حياة إلا في مسيحها القدوس.

ولكن الحياة المسيحية لا تكتفي بذلك بالقبول على مستوى الفكر، بل تدخل بنا إلى العمق، إلى الدخول في شركة كيانية عميقة، شركة على مستوى الاتحاد في الجسد الواحد، كاتحاد العضو بالرأس. فالمسيح هو رأس الكنيسة ونحن أعضاء في جسده «نحن أعضاء جسده من لحمه وعظامه» (أف5: 30)، وأسرار الكنيسة هي تلك الشرايين التي تسري بها وفيها ومن خلالها، خلاص المسيح، نعمته وفداؤه.

الحياة المسيحية هي حياة شاهدة وفاعلة، مؤثرة ومُغيِّرة. فنحن سفراء المسيح، ورسالته المقروءة من الناس، ورائحته الزكية. فالعيش مسيحيًا يقتضي السلوك في النور، والاجتهاد من أجل حفظ وحدانية الروح برباط السلام، الاحتمال وطول الأناة، ثمر الروح. فليس كل من يقول يارب يارب يكون له نصيب في ملكوت السموات. فمستوى معرفة الوصية مطلوب، ولكن الشياطين يؤمنون ويقشعرون. وممارسة الوصية جيدة، ولكننا مطالبون أيضًا أن نختبر الوصية، نعيشها ونحياها، حتى تصير جزءًا من طبيعتنا، وتوجُّهاتنا، فنحيا كمسيحيين بالحقيقة.



يقول العلامة ترتليانوس إن النفس مسيحية بطبيعتها، وهو بذلك يشير إلى النفس الانسانية في عمقها، كاشفًا لنا عن أصلها وجوهرها. فالنظرة المسيحية للنفس نظرة كيانية عميقة -لا تنظر كثيرًا إلى رتوشها الخارجية، ولا تتوقف عندها- تدخل بنا إلى عمق النفس، في أصلها، كخليقة الله. فالخلق يكشف لنا سر النفس، مصدرها وجذورها، طبيعتها وسماتها، ثم مصيرها ومستقبلها الأبدي. لذلك تنطلق مسيحيتنا في عقائدها من عقيدة الخلق، كأساس راسخ لفهم حقيقة حياتنا المسيحية. فالخلق يعلمنا، أن المبادره إلهية. فالبداية كانت صناعة إلهية، والنهاية أيضًا ستكون في ملكوت أبدي، حيث مسكن الله مع الناس. فالخالق الذي طبع صورته في النفس، جاء وحررها وجددها بالفداء، ثم قدسها بالروح القدس، لكي يستردها لنفسه في مجده، ويعيد لها بريقها، عندما نتغير إلى تلك الصورة عينها.

للحياة المسيحية نمط وتوجُّه يتناسق مع مفهومها، فالمسيحية ليست مجموعة من التشريعات الزمنية، أو حزمة من الصياغات التي تحكم المجتمعات وتقنّن العلاقات الإنسانية. لم يسجل الرب يسوع قوانين زمنية، ولم يحدد صياغات اجتماعية، بل كانت رسالته موجهه للشخص بغض النظر عن زمانه ومكانه. فالحياة المسيحية تندرج بوضوح تحت المفهوم الالهي للانسان الجديد «إن كان أحد في المسيح يسوع». فالحياة المسيحية هي حياتنا هي في المسيح، أو حياة المسيح فينا. فالمسيحي الحقيقي ليس مَن وُلِدَ مسيحيًا، بل هو مَنْ يحيا في المسيح. ليس من وُلِد جسديًا من أبوين مسيحيين، بل من وُلِد روحيًا من الله «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يو1: 12)، الميلاد الثاني، من رحم الأم الروحية (الكنيسة). فكل من مات مع المسيح، ثم قام وأخذ طبيعة جديدة (المعمودية)، طبيعة مقدسة ومدشنة بالروح القدس، تصير له حياة جديدة، هي حياة المسيح القائم من بين الأموات «وأما هذه فقد كُتِبَت لتؤمنوا أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو20: 31).

الحياة المسيحية هي الحياة بحسب الانجيل «فقط عيشوا كما يحقُّ لإنجيل المسيح...» (في1: 27). فالمسيحي الحقيقي هو من يحيا بحسب إنجيل يسوع المسيح. والحياة بحسب الانجيل معناها قبول بالمسيح، الإيمان به والعيش معه. ذلك الإيمان الذي يجعل النفس ترى المسيح خالقًا، وفاديًا، ومعلمًا، وقائدًا، مخلّصًا لها من خطايا الماضي، ومجددًا لها في الحاضر، وضامنا لها في المستقبل الأبدي. لذلك لا ترى لها حياة إلا في مسيحها القدوس.

ولكن الحياة المسيحية لا تكتفي بذلك بالقبول على مستوى الفكر، بل تدخل بنا إلى العمق، إلى الدخول في شركة كيانية عميقة، شركة على مستوى الاتحاد في الجسد الواحد، كاتحاد العضو بالرأس. فالمسيح هو رأس الكنيسة ونحن أعضاء في جسده «نحن أعضاء جسده من لحمه وعظامه» (أف5: 30)، وأسرار الكنيسة هي تلك الشرايين التي تسري بها وفيها ومن خلالها، خلاص المسيح، نعمته وفداؤه.

الحياة المسيحية هي حياة شاهدة وفاعلة، مؤثرة ومُغيِّرة. فنحن سفراء المسيح، ورسالته المقروءة من الناس، ورائحته الزكية. فالعيش مسيحيًا يقتضي السلوك في النور، والاجتهاد من أجل حفظ وحدانية الروح برباط السلام، الاحتمال وطول الأناة، ثمر الروح. فليس كل من يقول يارب يارب يكون له نصيب في ملكوت السموات. فمستوى معرفة الوصية مطلوب، ولكن الشياطين يؤمنون ويقشعرون. وممارسة الوصية جيدة، ولكننا مطالبون أيضًا أن نختبر الوصية، نعيشها ونحياها، حتى تصير جزءًا من طبيعتنا، وتوجُّهاتنا، فنحيا كمسيحيين بالحقيقة.


يقول العلامة ترتليانوس إن النفس مسيحية بطبيعتها، وهو بذلك يشير إلى النفس الانسانية في عمقها، كاشفًا لنا عن أصلها وجوهرها. فالنظرة المسيحية للنفس نظرة كيانية عميقة -لا تنظر كثيرًا إلى رتوشها الخارجية، ولا تتوقف عندها- تدخل بنا إلى عمق النفس، في أصلها، كخليقة الله. فالخلق يكشف لنا سر النفس، مصدرها وجذورها، طبيعتها وسماتها، ثم مصيرها ومستقبلها الأبدي. لذلك تنطلق مسيحيتنا في عقائدها من عقيدة الخلق، كأساس راسخ لفهم حقيقة حياتنا المسيحية. فالخلق يعلمنا، أن المبادره إلهية. فالبداية كانت صناعة إلهية، والنهاية أيضًا ستكون في ملكوت أبدي، حيث مسكن الله مع الناس. فالخالق الذي طبع صورته في النفس، جاء وحررها وجددها بالفداء، ثم قدسها بالروح القدس، لكي يستردها لنفسه في مجده، ويعيد لها بريقها، عندما نتغير إلى تلك الصورة عينها.

للحياة المسيحية نمط وتوجُّه يتناسق مع مفهومها، فالمسيحية ليست مجموعة من التشريعات الزمنية، أو حزمة من الصياغات التي تحكم المجتمعات وتقنّن العلاقات الإنسانية. لم يسجل الرب يسوع قوانين زمنية، ولم يحدد صياغات اجتماعية، بل كانت رسالته موجهه للشخص بغض النظر عن زمانه ومكانه. فالحياة المسيحية تندرج بوضوح تحت المفهوم الالهي للانسان الجديد «إن كان أحد في المسيح يسوع». فالحياة المسيحية هي حياتنا هي في المسيح، أو حياة المسيح فينا. فالمسيحي الحقيقي ليس مَن وُلِدَ مسيحيًا، بل هو مَنْ يحيا في المسيح. ليس من وُلِد جسديًا من أبوين مسيحيين، بل من وُلِد روحيًا من الله «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يو1: 12)، الميلاد الثاني، من رحم الأم الروحية (الكنيسة). فكل من مات مع المسيح، ثم قام وأخذ طبيعة جديدة (المعمودية)، طبيعة مقدسة ومدشنة بالروح القدس، تصير له حياة جديدة، هي حياة المسيح القائم من بين الأموات «وأما هذه فقد كُتِبَت لتؤمنوا أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو20: 31).

الحياة المسيحية هي الحياة بحسب الانجيل «فقط عيشوا كما يحقُّ لإنجيل المسيح...» (في1: 27). فالمسيحي الحقيقي هو من يحيا بحسب إنجيل يسوع المسيح. والحياة بحسب الانجيل معناها قبول بالمسيح، الإيمان به والعيش معه. ذلك الإيمان الذي يجعل النفس ترى المسيح خالقًا، وفاديًا، ومعلمًا، وقائدًا، مخلّصًا لها من خطايا الماضي، ومجددًا لها في الحاضر، وضامنا لها في المستقبل الأبدي. لذلك لا ترى لها حياة إلا في مسيحها القدوس.

ولكن الحياة المسيحية لا تكتفي بذلك بالقبول على مستوى الفكر، بل تدخل بنا إلى العمق، إلى الدخول في شركة كيانية عميقة، شركة على مستوى الاتحاد في الجسد الواحد، كاتحاد العضو بالرأس. فالمسيح هو رأس الكنيسة ونحن أعضاء في جسده «نحن أعضاء جسده من لحمه وعظامه» (أف5: 30)، وأسرار الكنيسة هي تلك الشرايين التي تسري بها وفيها ومن خلالها، خلاص المسيح، نعمته وفداؤه.

الحياة المسيحية هي حياة شاهدة وفاعلة، مؤثرة ومُغيِّرة. فنحن سفراء المسيح، ورسالته المقروءة من الناس، ورائحته الزكية. فالعيش مسيحيًا يقتضي السلوك في النور، والاجتهاد من أجل حفظ وحدانية الروح برباط السلام، الاحتمال وطول الأناة، ثمر الروح. فليس كل من يقول يارب يارب يكون له نصيب في ملكوت السموات. فمستوى معرفة الوصية مطلوب، ولكن الشياطين يؤمنون ويقشعرون. وممارسة الوصية جيدة، ولكننا مطالبون أيضًا أن نختبر الوصية، نعيشها ونحياها، حتى تصير جزءًا من طبيعتنا، وتوجُّهاتنا، فنحيا كمسيحيين بالحقيقة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx