اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

بمناسبة الذكرى الثمانين لرحيله يوسف باشا سليمان (1864-1939م)

القس باسيليوس صبحى

01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش

وُلِد في ١١ فبراير ١٨٦٤م ببلدة سندبيس بالقليوبية ونشأ بها، تُوفي والده وهو صغير، فتولى شقيقه الأكبر عطالله تربيته. تلقى علومه الابتدائية والثانوية بمدرسة الأقباط الكبرى (التي أسسها البابا كيرلس الرابع)، حيث أتقن اللغات العربية والفرنسية والقبطية، ثم التحق بمدرسة الإدارة (المُسماه مدرسة الحقوق فيما بعد) عام ١٨٧٨م بعد أن اجتاز اختبارًا خاصًا للقبول بها، وتخرج منها عام ١٨٨١م.

عقب تخرجه عُيِّن كاتبًا بمحكمة مصر المختلطة (١٨٨١-١٨٨٢م)، ثم نُقِل للمحاكم الأهلية بنفس الوظيفة، ثم اختير مساعدًا للنيابة عام ١٨٨٤م، وأُلحق بنيابة مصر الابتدائية الأهلية، ثم أصبح وكيلاً لها، فرئيسًا عام ١٨٩٠م، واُنتُدب رئيسًا لنيابة الاستئناف في عام ١٩٠٢م، ثم قاضيًا بمحكمة المنصورة المختلطة عام ١٩٠٦م، ونُقل منها إلى محكمة مصر المختلطة عام ١٩٠٩م، واستمر فيها حتى رُقي إلى وظيفة مستشار بمحكمة الاستئناف الأهلية عام ١٩١٦م. اشترك مع زملائه المستشارين بمحكمة الاستئناف في كتابة عريضة للمسئولين تؤيد أماني الشعب المصري في الحصول على الاستقلال التام والتحرر من نير الاستعمار إبان ثورة عام ١٩١٩م.

صار وزيرًا للزراعة في وزارة محمد توفيق نسيم الأولى (٢١ مايو ١٩٢٠-١٦ مارس ١٩٢١م) وطلب أثناء توليه منصبه بمنع استيراد القمح والإكثار من زرع الحبوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكان أول من أرسل بعثة زراعية من خمسة دارسين إلى أمريكا بدلاً من انجلترا – التي كانت تعارض الفكرة – لنقل العلوم الزراعية الحديثة لمصر، ليتمكن المصريون من تولّي المناصب التي يشغلها الأجانب.

كما اُختير وزيرًا للمالية في وزارة محمد توفيق نسيم الثانية (٣٠ نوفمبر ١٩٢٢-٩ فبراير ١٩٢٣م)، وتصدى لمحاولات بريطانيا باعتماد مبلغ عشرة ملايين من الجنيهات للموظفين الأجانب.

كان عضوًا في الوفد الرسمي المصري برئاسة عدلي يكن عام ١٩٢١م، لمفاوضة الحكومة الانجليزية على أساس المطالبة باستقلال مصر، عقب فشل مفاوضات ملنر، وقد فشل المشروع المقدم من الحكومة الانجليزية والمعروف باسم "كيرزون" وقطعت المفاوضات وعاد الوفد إلى مصر.

انتخب عضوًا في مجلس النواب عام ١٩٢٦م، كمرشح مستقل غير منتمي لأي حزب سياسي. كان أحد مؤسسي الجمعية التعاونية للبترول في عام ١٩٣٧م، وأول رئيس لمجلس إدارتها. وحصل على الباشوية سنة (1920م)، ورتبة الامتياز (1922م)، والوشاح الأكبر لنجمة إثيوبيا (1924م).

من جهوده في خدمة الكنيسة:

اُنتُخب عضوًا في المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس عام ١٨٩٠م، ثم عام ١٨٩٢م، وحتى عام ١٩٣٩م (قبل رحيله بشهر)، كما اُنتُخب وكيلاً للمجلس الملي عام ١٩١٢م، واستقال عندما اختير وزيرًا. اهتم بالإصلاح الكنسي والدعوة إلى تفرغ رجال الدين للرعاية الروحية، وترقية أحوال الإكليروس روحيًا وماديًا. كذلك اهتم بالتعليم وتحسين حالة المدارس القبطية وتعليم الدين المسيحي للطلبة المسيحيين في المدارس الحكومية، ورفع مستوى الإكليريكية وتنظيم الديوان البطريركي. كما كان مؤسسًا وعضوًا في مجلس إدارة كثير من الجمعيات الخيرية القبطية مثل: الجمعية الخيرية القبطية الكبرى ومستشفاها، وجمعية التوفيق القبطية، وملجأ الأيتام القبطي للبنين والبنات، وجمعية ثمرة التوفيق، وشيد كنيسة ببلدته سندبيس (محافظة القليوبية)، ومدرستين مجانيتين بجوارها الواحدة للبنين والثانية للبنات.

استضافة قرينة ولي عهد امبراطور الحبشة في منزله:

حضرت إلى مصر سمو الأميرة منن قرينة ولي عهد امبراطور الحبشة في يوم 4 ابريل سنة 1923م، وحضر قبلها نيافة الانبا متاؤس مطران الحبشة، فنصحها قداسة البابا كيرلس الخامس أن تنزل ضيفة على بيت يوسف باشا سليمان الذي كان أحد اعضاء المجلس الملي ووزير المالية وقتها. فنزلت الامبراطورة في منزله لمدة أسبوع، وحضرت القداس بالكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، وتباركت بلقاء قداسة البابا كيرلس الخامس، وسافرت للأقصر لمشاهدة الآثار المصرية القديمة. وفي يوم الأحد التالي حضرت صلوات القداس الالهي بكنيسة العذراء المعلقة وتناولت من الاسرار المقدسة، وفي المساء أقامت حفلة وداع بفندق الكونتينتال، وفي خلال المناسبة ألقى يوسف باشا كلمة عن الصلات التي تربط مصر والحبشة والتي ترجع الى القرن الرابع الميلادي حين رسم البابا أثناسيوس أول مطران للحبشة سنة 326م وقد عادت الضيفة الكريمة في اليوم التالي الى وطنها.

صورة من مجلة المصور بتاريخ 24 ابريل 1923م وفيها تجلس امبراطورة الحبشة في المنتصف وعلى يسارها نيافة الانبا متاؤوس مطران الحبشة وبجانب نيافته يوسف باشا سليمان وبعده سعادة بلاته هروي ثم الأنبا يوساب مطران الفيوم.

أخيرًا رحل يوسف باشا سليمان عن عالمنا الفاني يوم الجمعة 23 أبريل 1939م.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx