اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون29 نوفمبر 2019 - 19 هاتور 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 45-46

اخر عدد

المقابلات واكتشاف المواهب والوزنات (1)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

29 نوفمبر 2019 - 19 هاتور 1736 ش

 من الأمور الهامة التي ينبغي أن يتميز بها شخص المدبِّر المسئول عن الخدمة وسط آخرين، قدرته على اكتشاف المواهب. لذلك نحب أن نتحدث اليوم عن "المدبر واكتشاف الوزنات".

ونحن في الكنيسة نؤمن أن لكل واحد منا موهبة قد أُعطِيت له من الله، وذلك لكي تكون الكنيسة التي هي جسد المسيح كاملة وقوية، ففي الكنيسة ليس هناك إنسان غير نافع لملكوت السموات، فكل إنسان يسمح له الرب أن يكون ضمن خرافه لابد أن تكون له رسالة محددة، ولكننا ينبغي أن نكتشف هذه الرسالة... إذًا فكل إنسان له موهبة أو وزنة، وهذه الموهبة هي معطاة له من الرب، وهي لا غنى عنها، وهي تكمل رسالة باقي الأعضاء في الجسد الواحد.

وعن ذلك يكتب معلمنا بولس الرسول: «ولكن هذِهِ كُلَّها يَعمَلُها الرّوحُ الواحِدُ بعَينِهِ، قاسِمًا لكُلِّ واحِدٍ بمُفرَدِهِ، كما يَشاءُ. لأنَّهُ كما أنَّ الجَسَدَ هو واحِدٌ ولهُ أعضاءٌ كثيرَةٌ، وكُلُّ أعضاءِ الجَسَدِ الواحِدِ إذا كانتْ كثيرَةً هي جَسَدٌ واحِدٌ، كذلكَ المَسيحُ أيضًا. لأنَّنا جميعَنا بروحٍ واحِدٍ أيضًا اعتَمَدنا إلَى جَسَدٍ واحِدٍ، يَهودًا كُنّا أم يونانيّينَ، عَبيدًا أم أحرارًا، وجميعُنا سُقينا روحًا واحِدًا. فإنَّ الجَسَدَ أيضًا ليس عُضوًا واحِدًا بل أعضاءٌ كثيرَةٌ» (1كو12: 11–14).

والكتاب المقدس يقدم لنا أمثلة كثيرة لشخصيات متعددة استخدم الرب وزناتهم جميعًا برغم اختلاف شخصياتهم، وتفاوت مستوياتهم الاجتماعية وقدراتهم المعرفية. كما يتحدث الكتاب المقدس عن العديد من أنواع المواهب.. فالله استخدم وزنات البسطاء كعاموس النبي الذي كان جانيًا للجميز، كما استخدم الصيادين البسطاء وصيّرهم تلاميذ له.. وهو أيضًا استخدم مواهب معلمنا بولس الرسول الذي كان من أعظم فلاسفة عصره.. كذلك يوصي معلمنا بولس الرسول تلميذه «فلهذا السبب أذكّرك أن تضرم الموهبة التي فيك بوضع يدي، لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح» (2تي1: 6–7).

فكيف يكتشف المدبِّر هذه المواهب فيمن يخدمون معه؟ وكيف ينمّيها؟ وكيف يتجنب السلبيات التي تظهر أثناء التعامل مع مواهب الآخرين؟... هذه كلها أمور هامة نحب أن نتحدث عنها في اختصار.

كيف نكتشف مواهبنا ومواهب الآخرين؟

ولكي نكتشف المواهب والوازنات التي يمنحها الرب للخدام علينا أن نراعي...

1- روح الصلاة: فالمدبّر يجب أن يطلب أن يعرّفه الرب وزنات من يعملون معه لكي يكون أمينًا في استثمارها، فطلب اكتشاف الموهبة أو الرسالة هو طلب يحب الله أن يسمعه منّا. فالخادم لا يحتاج أن يسأل فقط من أجل اختيار الطريق (سواء خدمة أم رهبنة أم تكريس)، بل أيضًا يحتاج أن يطلب من أجل أن يكشف له الرب الوزنات التي أعطاها له ولكل ابن من أبنائه.

وكذلك يجب على الخادم أن يطلب دائمًا "ماذا تريد يا رب مني؟ أؤمن يا سيدي أن لك قصدًا فيَّ، فما هو؟ كما كان معلمنا بولس الرسول يسأل: ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ هل أعود لأخدم الأمة اليهودية؟ أم أذهب للبرية؟ أم أنزل للكرازة بين الأمم؟"

ولكن يجب أن يكون ذلك بروح الاتضاع، ويكون الأساس هو الشعور بأن فضل القوة لله لا منّا.

2- الاتكال على نعمة الروح القدس: لم يكن معلمنا بطرس الرسول قبل حلول الروح القدس يتصور أن تصل ثمار خدمته إلى هذا الحد ليكسب بعظته يوم الخمسين ثلاثة آلاف نفس، ولا أن يكتب رسائل تحمل كل هذه القوة الروحية؛ ولكن هي نعمة الروح القدس التي تعمل في كل إنسان لتمنحه مواهب ووزنات قد لا يتصورها أو يتوقعها، وهي أيضًا التي جعلت معلمنا بطرس كارزًا للإنجيل يمكنه أن يكسب نفوسًا كثيرة للرب.

3- طاعة الإيمان وقبول العمل: فالله يستخدم كل من يسلّم فكره وحياته بروح طاعة الإيمان. فالكتاب يحدثنا عن كثيرين طلب منهم الرب رسالة محددة، والبعض اعتذر بسبب الإحساس بصغر النفس أو الدونية أو عدم الاستحقاق وهرب كما فعل موسي النبي قائلًا «لست أنا بصاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس» (خر4: 10)، وذلك رغم أن الرب كان يعدّ موسى النبي لهذه المهمة لمدة 80 سنة، وعندما أصرّ الرب أن يذهب موسى، وعندما أطاع موسى، صار قائدًا ناجحًا.

4- جدية السلوك: لكي نكتشف مواهبنا نحتاج أيضًا أن نسلك بجدية في الخدمة.. فيونان عندما أطاع ودخل إلى مدينة نينوي ونادى عليها «آمن أهل نينوى بالله، ونادوا بصوم، ولبسوا مسوحًا من كبيرهم إلى صغيرهم» (يونان3: 5).

لذلك يجب أن نلاحظ أن الهروب والاعتذار والشعور بالنقص والخوف من الفشل كلها أشياء تعطّل الإنسان من اكتشاف المواهب التي يمنحها الرب لأولاده.

فالمدبّر يصلّي ويدعو للخدمة، والخادم يعتمد على نعمة وعطية الروح القدس، ويطيع ويسلك بجدية.. وهكذا يستخدم الرب مواهب ووزنات الجميع.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx