اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون29 نوفمبر 2019 - 19 هاتور 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 45-46

اخر عدد

فاعلية الصلاة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

29 نوفمبر 2019 - 19 هاتور 1736 ش

الصلاة هي العامل المشترك الذي عاشه كل القديسين بكل فئاتهم، سواء الرسل القديسين أو الشهداء أو الرعاة بكل رتبهم أو في البراري والجبال، كانت الصلاة هي حياتهم التي يُعَبِّرون بها عن حبهم لفاديهم القدوس، لذلك نحب أن نقدم سمات هذه الصلوات التي عاشوا بها جميعًا..

+ صلاة هادفة: فمنذ بداية الخليقة وضع الله آدم وحواء في فردوس معه لتحقيق هذا الهدف الهام، وهو الشركة الحياتية مع الله للتعبير عن الحب المتبادَل بين الله والبشرية منذ بدايتها بشخص آدم وحواء، لتحريك مشاعر قوية متبادَلة بينهما لأنه خلق الإنسان على صورته ومثاله في القداسة والبر وحب الخير وتزكية الروح فوق الجسد، لذلك عاش الإنسان في وجود دائم في حضرة الله، ليعمل في حياته معطيًا له نعمة الحياة النقية، ليرى كل شيء بعين الله، فلا يقوى الشيطان أن يحرّفه عن هذا التوجه الهام بين الله والإنسان... مما أثار حسد الشيطان الذي بكبريائه حُرِم من هذه الحياة مع الله، وصار مقاومًا ومعاندًا لله لا توجد هذه الشركة في حياته، ومن هنا حسد الشيطان الإنسان وبدأت المشكلة بغوايته لحواء من خلال الحية.

+ نوعية الصلاة: لم تكن الصلاة في ذلك الحين طلبة لأن الله أعطاهما كُلَّ شيء (لم تدعني معوزًا شيئًا.. الخ)، فالخيرات الزمنية ليست هدفًا نسعى إلية بالصلاة لأنها عطية الله للجميع بدون طلب، فالصلاة كانت التسبيح والتمجيد لله، والشكر الدائم على النعم المعطاة لهما.. فالذي يحيا مع الله يدخل في علاقة متميزة هدفها التمتع بالله ومحبته، والشركة مع النور الإلهي، بل والمجد الذي أعده الله للإنسان من قبل إنشاء العالم.. ولكن بعد سقوط الإنسان صارت أهداف أخرى روحية أيضًا كطلب الغفران، والحفاظ بصورة البنوة الحقيقية والدالة الروحية، وحفظ نقاوة الضمير الإنساني والفكر الداخلي لمعرفة الله، ومشاعره السامية والإحساسات المقدسة التي تُغذي الروح وتقوّيها للنصرة على الإغراءات والشهوات والحروب من عدو الخير.

ومن هنا كانت أهمية الصلاة كطلبات روحية قوية يحتاجها الإنسان للنصرة الدائمة على أيّة مشاعر مضادة للروحيات «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (مت5: 44)، لأننا كأبناء لله نحتاج لحمايته من أي مشاعر سلبية ضد المحبة الروحية، لذلك نصلي من أجل إزالة روح العداوة التي يزرعها الشيطان بين الناس للتقاتل والضغينة ونشر الكراهية، وكلها مشاعر مرفوضة لا نقبلها..

+ احتياجات ننالها بالصلاة: وأهمها الإحساس بالاشتياق الدائم لله، وهذا يرفع المصلي إلى إحساسات روحية لحب الفضيلة ونشرها من محبة وسلام وفرح وتعفف وصبر وطول أناة ينالها الإنسان، ويرتبط ارتباطًا روحيًا يحفظه من الرذائل والذاتية والمحبة الغاشة والنجاسة الشريرة والربح القبيح والبرودة الروحية، وغيرها من المشاعر السلبية الشريرة التي تفقده روح البنوة التي منحها لنا الله وطلب أن نتمسك بها «لكي تكونوا بني العلي».. أي أبناء لنا صورة الله أبينا الآب السماوي، وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا يقودنا في هذه البنوة السامية جدًا، بعمل الروح القدس الساكن فينا، والعامل بقوته في قلوبنا لنحتفظ بالنقاوة والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب، ونظل في هذه المشاعر البنوية حتى نفوز بالحياة الأبدية الدائمة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx