اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون29 نوفمبر 2019 - 19 هاتور 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 45-46

اخر عدد

الكبرياء وشهوة المجد الأرضي

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

29 نوفمبر 2019 - 19 هاتور 1736 ش

بمناسبة احتفال الكنيسة هذا الشهر بعيد نياحة القدّيس يوحنا الذهبيّ الفمّ، انتقيتُ لحضراتكم بعض مقتطفات من أحاديثه المؤثِّرة، عن خطورة الكبرياء.

+ لا يوجَد شيء أكثر سوءًا من الزهو والكبرياء.. هذا الكبرياء يحمل معه الهلاك.. وفي طيّاته الكثير من الشرور.. هل هناك ما يكبِّدنا خسائرَ أكثر من هذا الكبرياء؟ وماذا يمكن أن يوجَد أكثر قُبحًا وأكثر صعوبةً من هذا التباهي؟ لأنّه مِن المؤكَّد أن مرض المجد الباطل يكلِّف الإنسان الكثير.

+ يجب عليك أن تتطلّع دومًا نحو الله، وأن تكتفي بالمجد الإلهي. حتّى وإن كنتَ ترى بعد أنّ الشهوة تداعبك.. وتحرّكك للتحدُّث بفخر عن إنجازاتك.. فكِّر في أنّ قرار الكثيرين وحكمهم.. سريعًا ما يزول، لأنّه وإن كانوا قد أُعجِبوا بك للحظة، فعندما يعبر الوقت، فإنّهم ينسون كلّ شيء، وهكذا يكونون قد خطفوا الإكليل الذي أعطاه الله لك..

الذي يبدّل إكليله بإكليلهم هو شخص تعِس جدًّا.. طالما أنّنا نسلِّم الذي يَبقَى من أجل الزائل، ومن أجل أن ننال مديح القليلين، نفقد كلّ هذه الخيرات الكثيرة..

لنكتُب هذه العبارة على الجدران، وعلى الأبواب، ولنردّدها في آذاننا، ونكرّرها في أنفسنا دائمًا: ويل لنا إذا قال فينا جميع الناس حسنًا (لو6: 26).

+ إذا كنتَ تشتهي المجد والمديح اشتهاءً شديدًا، فعليكَ أن تتجنّب مديح الناس، وعندئذٍ ستنال المجد. احتقر الكلام المُنمّق، حينئذ ستتمتّع بمديح كثير من الله ومن الناسِ أيضًا.. فإذا نحن احتقرنا المجد الباطل، فبالحريّ جدًّا سيمجّدنا إله الكلّ، وعندما يمجّدك الله ويمتدحك، فمَن ذاك الذي يمكن أن يكون أكثر سعادة منك؟ وبالحقيقة فإنّه بقدر اتّساع المسافة بين المجد والازدراء، هكذا يكون الفرق بين المجد الإلهي، والمجد الإنساني الباطل، شاسعًا جدًّا ولا نهايةَ له.

+ مرض المجد الباطل سيؤذيك، لقد طرح الكثيرين أرضًا من قبل، والآن ينزع عنك كلّ أجرك.. العبد يتطلّع إلى عينيّ سيّده، والعامل إلى عينيّ صاحب العمل الذي سيَدفع الأجر.. بينما أنت تفعل العكس تمامًا، عندما تترك الربّ الذي أسند إليك عمله مقابل أجر، وتتطلّع إلى بشرٍ مثلك.. بالرغم من أنّ لك شهودًا يجلسون في السماء، فإنّك تجمع لك شهودًا أرضيّين..! وإن كنتَ تجاهد، إلاّ أنّك تحاول أن تُتوّج في الأرض (وليس في السماء)، وهل هناك غباء أسوأ من ذلك؟

+ فلنقتلع شهوة المجد الباطل من الجذور، وعندئذٍ سنعرف معنى الحرّيّة، وسنصِل إلى الميناء، حيث التمتُّع بالهدوء. لأنّ مُحِبّ المجد الباطل يُشبِه أولئك الذين هم في وسط الأمواج والعواصف، فهو يرتعب على الدوام ويخاف ويخدم سادة كثيرين، بينما مَن هو موجود خارج هذا القهر، فإنّه يشبه الذين يجلسون في المواني ويتمتّعون بحرّيّة واضحة. أمّا مَن يسعى للمجد الباطل فليس كذلك، بل يضطرّ أن يصير عبدًا لهذا الحشد الكبير من السادة الذين أصبح معروفًا لديهم.

إذًا كيف سنتحرّر من هذه العبوديّة المُخيفة؟ نتحرّر منها حين نسعى نحو التمتّع بمجدٍ آخر، المجد الحقيقي.. عندما يُشرِق علينا المجد السمائي، فإنّ هذا المجد يستطيع أن يبعدنا عن ذلك المجد البشري.

+ فلنحذر ونحترس من المجد الباطل، ولنختبر بهاء المجد السمائي، حتّى أنّنا بعدما نتمتّع بجماله، نتجنّب قُبح المجد الباطل، مختبرين على الدوام مُتعة ولذّة هذا المجد السمائي..

(المرجع: تفسير رسالة رومية ص 432 - ص 439)




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx