اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون27 ديسمبر 2019 - 14 كيهك 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 49-50

اخر عدد

آمين تعال أيها الرب يسوع

قداسة البابا تواضروس الثانى

27 ديسمبر 2019 - 14 كيهك 1736 ش

نتأمل في آخر آيات الكتاب المقدس، وذلك بمناسبة أننا نقترب من نهاية السنة الميلادية، ويتبقّى أيام قليلة وتنتهي السنة لنستقبل العام الجديد.. كل سنة وحضراتكم بخير.

«آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ» (رؤ22: 20).. هذه الكلمات هي ختام الكتاب المقدس، وهي الكلمات التي تعدّنا للسماء، وهذه الكلمات تمثل شهوة قلب الإنسان نحو مجيء الله. آمين بمعنى "استجب يا رب"، وشهوة الإنسان نحو المجيء الثاني نعبّر عنها بطقوس كثيرة في كنيستنا، ولكن من أهم الصلوات التي نصليها وبها هذا التعبير مرد الشماس: "أيها الجلوس قفوا"، ودائمًا الوقوف هو استعداد، "وإلى الشرق انظروا" هذا هو الاستعداد الداخلي وانتظار مجيء ربنا يسوع المسيح. ونصلي ونقول: "عيوننا عليك يا رب، منتظرينك". ويجب أن تراجع نفسك في كل يوم حتي لا تختفي هذه الشهوة أو تفتر، انتبه.. فهذه الشهوة وهذا الاشتياق الذي يزيد كل يوم، وهذا النداء لا يقوله إلّا الأبرار المستعدون، وهناك خمس محطات نتكلم فيها بهذا التعبير «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ».

المحطة الأولى: الاستغاثة في وقت الصلاة

فالصلاة موقف حياتي نقف فيه أمام الله ونستغيث به، في العالم هناك أشارة الاستغاثة (SOS)، وهي أشارة عالمية. أمّا نحن فاستغاثتنا هي «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ»، وهي تعني الصلاة الحارة التي ننادي بها الله، وهي استجابة لما قاله السيد المسيح: «هأنَذا واقِفٌ علَى البابِ وأقرَعُ. إنْ سمِعَ أحَدٌ صوتي وفَتَحَ البابَ، أدخُلُ إليهِ وأتَعَشَّى معهُ وهو مَعي» (رؤيا3: 20). طوباك لو في صلاتك الحارة تكون العبارة التي ينطق بها قلبك: «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ». تشبّه بالسيدة العذراء التي سبحت الله قائلة: «تُعَظِّمُ نَفسي الرَّبَّ، وتَبتَهِجُ روحي باللهِ مُخَلِّصي» (لو1: 46، 47)، فعلى الرغم من أنه لم يكن هناك الصليب بعد، وفرح الخلاص لم يأتِ بعد، ولكن أمنا العذراء تعطينا هذا الاشتياق الحار في تسبحتها وصلواتها، والتي هي صدى لصلاة حنة أم صموئيل في العهد القديم. في الصلاة استغث، واجعل في كل صلواتك هذه العبارة «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ». في كل مرة تقرأ فيها الكتاب المقدس، قُل لله: أريد أن أراك وأن أشعر بك.. في الصلاة والكتاب هي استغاثة وطلب.

المحطة الثانية: الاستغاثة في التوبة

محطة التوبة، الإنسان الذي يريد أن يتوب يريد أن تكون حياته نقية، وأحيانًا لا نستطيع بأمكانيتنا البشرية، ونحتاج لمن يمد لنا يده، فتكون استغاثتنا «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ» مثل صرخة الغريق الذي يستغيث. ويعلمنا سفر إرميا «توبني يا رب فأتوب» (إر31: 18).. أنا بمفردي لا أستطيع لأن إرادتي ضعيفة، والكنيسة تجعلنا نصوم لتقوية الإرادة لنرفض الخطية. ففي كل مرة تعترف وتسمع إرشاد الأب الكاهن، اطلب من الرب يسوع أن يأتي لمعونتك. وكذلك في نهاية السنة حين نفحص ذواتنا.. ابدأ عامك الجديد وقُل «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ».

المحطة الثالثة: الاستغاثة في الضيقات

هناك مثل يقول" الصديق عند الضيق"، والسيد المسيح هو أوفى صديق، خاصة في وقت الضيق. في مزمور ٥٠ يقول لنا: «وادعُني في يومِ الضّيقِ أُنقِذكَ فتُمَجِّدَني» (مز50: 15)، وعلمونا أن هذا هو تليفون السماء ٥٠١٥. أحيانًا نفكر كيف نخرج من هذه الضيقة ولا نعرف، مثل دانيال عندما ألقوه في جب الأسود، وفي اليوم الثاني جاء الملك فقال له دانيال : «إلهي أرسَلَ مَلاكَهُ وسَدَّ أفواهَ الأُسودِ فلَمْ تضُرَّني» (دا6: 22)، وكان لسان حاله ينبض ويقول «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ»، لن أخرج من هذه الضيقة إلا بك أنت.. وبالمثل عندما كان يونان في بطن الحوت، وكان يصلي في بطن الحوت «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ».. في كل مرة تواجه ضيقة على المستوى الفردي أو الجماعي، اطلب دائمًا حضور الله، واطلبه بثقة، والله يأتي ويفك الضيقة وينجيك منها.

المحطة الرابعة : الاستغاثة في المشاكل

أجعل دائمًا نقطة الانطلاق لحل المشكلة هي من عند الله وليست من عندك، اجعل القاعدة التي تنطلق منها هي كلمة الله «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ» ،تعالَ اكشف أبعاد المشكلة وساعدني لأخرج منها.. مثل هامان ومردخاي في قصة أستير، وعندما قرر هامان إبادة اليهود وقتل مردخاي، انقلب الأمر في ليلة وأكرم الملك مردخاي، هذا هو عمل الله. «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ».. إن كنت أمين تعيش بالأمانة في حياتك يحل الله لك المشكلة، وتخرج منها بحل لم يخطر على بالك، مثل الفتية الثلاثة في آتون النار ويظهر رابع شبيه بابن الآلهة ويتم إنقاذهم، ويصير الآتون ندىً باردًا.. في كل المشاكل اطلب حضور الله لتُحَل المشاكل، اطلب بلجاجة «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ»، واختبر هذا الاختبار. ليكن «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ» اختبار العام الجديد، في كل صلاة في كل مشكلة في كل أمر تواجهه.

المحطة الخامسة الاستغاثة في الخدمة

الخدمة عمل الكنيسة، كلنا خدام، لكن «إنْ لَمْ يَبنِ الرَّبُّ البَيتَ، فباطِلًا يتعَبُ البَنّاؤونَ. إنْ لَمْ يَحفَظِ الرَّبُّ المدينةَ، فباطِلًا يَسهَرُ الحارِسُ» (مز127: 1). أين عمل المسيح؟ إن لم يبن الرب الخدمة، فماذا يفعل الخدام؟ كن مثل شاول الطرسوسي، والذي بعد أن كان اسمه مرعبًا، ولكن عندما ظهر له السيد المسيح في الطريق قال له شاول «يا رَبُّ، ماذا تُريدُ أنْ أفعَلَ؟» (أع9: 6)، ويأتي يوم ويفتخر أنه سفير للمسيح في سلاسل (أف6: 20). ما هذا التحول؟! لأنه نطق بالعبارة التي تقول «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ».. وفي حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية، وفي النهاية تقول له "أنت المسيا"، وبالتدريج وصل نموها الفكري والإيماني إلي «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ».

هذه محطات خمس أضعها أمامكم: في الصلاة والكتاب المقدس، وفي التوبة، والضيقات، والمشاكل، والخدمة.. وأطلب منكم أن تجعلوها تدريب العام الجديد. في السنة الجديدة قل لله: "يا رب أنا أريد أن أبدأ معك سنة جديدة، وكل يوم أدعوك وأطلبك، وأريد أن تحضر معي في بيتي وعملي وخدمتي وكنيستي وحياتي الخاصة، في كل ما أواجهه كل يوم «آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ»..." وحين تسمع نداء الشماس في القداس "أيها الجلوس قفوا... وإلى الشرق انظروا"، تذكر وضع الاستعداد والاشتياق لمجيء الرب المسيح. ربنا يحفظنا جميعًا ويعطينا أن نبدأ العام الجديد ونحن نشعر بحضورة معنا، لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx