اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة 4831 يناير 2020 - 22 طوبه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 3-4

اخر عدد

مبادئ أساسية في حياة التكريس (1)

نيافة الأنبا موسى

31 يناير 2020 - 22 طوبه 1736 ش

هذه بعض المبادئ الأساسية في حياة المكرسين والتي تميز حياتهم عن حياة الأخرين: وهي :

+ مبدأ الاتحاد بالمسيح.

+ مبدأ الإيمان.

+ مبدأ الشركة

أولًا: مبدأ الاتحاد الروحي بالمسيح:

1- يوجد خطر كبير على حياة الإنسان المكرس إن لم يكن المسيح هو عريس نفسه، وشريك حياته الروحية.. فقد يختار إنسان التكريس لأنه يحب الخدمة، فتكون تعزيته دائمًا من الخدمة، يفرح بثمارها، ويفرح بالنفوس، وبعمل الرب معه.. فتكون الخدمة هي عزاؤه. أو تكون تعزيته من مجموعة المقربين التي يحيا في وسطها، وكذلك من الأب المسئول عن جماعة التكريس التي يتبعها المكرس..

2- ولكن كل هذا لا يكفي، ولا يصلح كمصدر للتعزية: لأن كل هذه الأمور متغيرة، لا تبقى على حال واحد.. فالخدمة قد تتغير فيفقد المكرس تعزيته  في لحظة.. إذًا الخدمة وحدها لا تعزي، بالعكس قد يحصل فيها بعض المتاعب أو المشاكل!. والجماعة أيضًا قد لا تعزي في لحظة ما.. فالمحبة موجودة بين الإخوة -وهذا صحيح- لكن قد يتدخل عدو الخير فيها، فتحدث مشكلة، فتفقدنا تعزية الجماعة أو الشركة، لذلك فإن: تعزية الخدمة

2

، وتعزية الإخوة أو تعزية المسئولين.. كلها تعزيات قابلة للتغيير في أي لحظة..

3- وأمام هذا التغير تبرز أهمية مبدأ (أنا للمسيح): فالمسيح هو عريس النفس.. ومصدر تعزيتي.. لا الجماعة، ولا الخدمة، ولا المسئولين، ولكن الرب يسوع شخصيًا.

4- إذًا إن لم يكن المسيح هو الهدف.. بل هو العريس، وموضوع الانشغال، والحب الأساسي، ستكون النتيجة حتمًا أن يخور الإنسان في الطريق.

5- هذا الكلام ينطبق على المتبتلين، والمتزوجين أيضًا: فينبغي أن يكون المسيح هو عريس كل نفس، سواء كانت النفس مكرسة بتول أو متزوجة. وهذا مبدأ مهم في المسيحية..

6- فالسيد المسيح عندما تجسد أراد أن يسكن في الإنسان: فاتخذ لنفسه جسدًا.. ومثلما سكن في أحشاء العذراء مريم، هو مستعد أن يسكن في قلب كل واحد فينا.. وكل هدفه - مثلما اتحد بطبيعتنا - أن يعطينا شركة طبيعته الإلهية.. وحين يكون المسيح في الداخل، يكون هناك حديث سري، وتيار من الحب بين النفس والمسيح، في شركة لا تنتهي ولا تنفصم أبدًا.

7- فالاتحاد به.. هو جهاد القلب المكرس.. وجهاد الإنسان المسيحي عمومًا: لأن كل إنسان مسيحي مدعو لتكريس القلب. ربما البعض مدعوون لتكريس الوقت والكيان مثل الكاهن، لكن تكريس القلب هو الحب، وبدونه يكون كل تكريس بعد ذلك تكريسًا شكليًا فقط، وليس له أي أثر في حياة الإنسان المكرس، ولا في خدمته، ولا حتى في شركته للمسيح، حتى ولو كان راهبًا في البرية أو المغارة!.

ليس لنا ضمان ولا أمان إلّا بالمسيح وفي المسيح. فالمسيح مسئول عن حياتي.. ورئيس الجماعة.. وقائد السفينة.. والضمان الأكيد لنا جميعًا.

المبدأ الجوهري ..أنه بالداخل يوجد عرس دائم، للسيد المسيح.. وجهاد مستمر لتكريس هذا الحب للمسيح.. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: «لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رو5:5).

إذًا.. أنا أحب المسيح في إخوتي.. وأحب المسيح في خدمتي.. وأحب المسيح في شخصيات المسئولين.. فيكون المسيح هو: الكل في الكل.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx