اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة 4831 يناير 2020 - 22 طوبه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 3-4

اخر عدد

كيف نستقبل يومنا الجديد بفرحٍ ؟؟

دكتور رسمي عبد الملك

31 يناير 2020 - 22 طوبه 1736 ش

الحياة ليست وسادة للجلوس عليها، وإنما هي لون من التحدي الذي ينبغي أن تُعَد له العدة. ويُقال إن المتحمس للحياة يمتلك أعظم رصيد في العالم، وذلك بالإيمان بما يعمل لا أكثر ولا أقل. فأكثر الناس استعصاء على فهم الحياة هو ذلك الإنسان الكثير السأم، الكثير الشكوى. ولكن هناك من يشعر بالغبطة والسعادة حين يحاول بمتعة القيام بما يُعهَد إليه من عمل على خير وجه على قدر استطاعته، فإن الجهد المضني، والإحساس بالمسئولية وتقديرها، ينطويان على متعة حقيقية، لذلك فإني أعتقد أن الهدف المباشر للحياة الإنسانية، هو أن يعمل كل فرد على تحقيق وتنمية أطوار حياته. وثمّة عقيدة آمنتُ بها، تلك هي أن الأعمال التي أجيدها هي المقياس الذي أقيس به نفسي، فكيف يطيب للإنسان أن ينعم بنجاح لا يكون ثمنًا لمجهود حقيقي يستحق ذلك؟ ومرده أولًا وأخيرًا إلى أنه توفيق من الله. لذلك قد يعطينا الله روح المثابرة وتكليل أعمالنا بالنجاح من أجل رضاه علينا، وما يسبغه من نعم على بني البشر «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل». أضف إلى ذلك مدى قدرتك على محبة الناس وكسبهم.

الإنسان يمر خلال حياتة من خلال علاقات ثلاث: علاقة مع الله، وعلاقة مع نفسه، وعلاقة مع الآخرين. فالغاية لكل إنسان هي الله، يعيش الإنسان على هذه الأرض وهو يستقبل كل يوم شيئًا جديدًا صنعه الله، ونستمتع بما يقدمه لنا، فنحن بني البشر جميعًا في يد الله.

والعلاقة الثانية هي العلاقة مع نفسك، ويتفق خبراء العلوم الإنسانية أن من أنجح برامج الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية والعصبية هي راحة البال. ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الإنسان الضاحك أفضل صحة وشبابًا من هذا الذي يعيش حياته متجهمًا عابسًا، لا تعرف الابتسامة سبيلًا إلى شفتيه، الانسان البشوش المبتسم لا يجعل للغضب وحب الانتقام مكانًا في حياته.

ولو بدا لنا أن نقدر قيمة الفرح والضحك والمرح تقديرًا صحيحًا، لاستتبع هذا إيماننا بالتسامح، وهو أقوى ما أدين به من معتقدات في آخر الأمر. إنني أؤمن بالتسامح حيال الأجناس البشرية، وهو جوهر العلاقة الثالثة (التعايش مع الآخرين)، والاهتمامات معهم من خلال الأنشطة المتنوعة الاجتماعية والفنية والذهنية.. كل هذا يدعم التسامح، ويثري الحوار الراقي حول ما يحلو من موضوعات وقضايا إنسانية. وأعتقد أننا متى بلغنا هذه المرحلة من التسامح، وقبول الآخر واحترام إنسانيته، فأننا نحقق لأنفسنا وللآخرين الحياة السعيدة، فالنجاح في الحياة رهن إيماني بنفسي، وإيمان الناس بي. وقد علمتنا الحياة أن نتعلم منها كل يوم كل ماهو جديد، بل وننشد من جديد حياة ملؤها الرجاء والأمل، وكما ينبهنا داود في مزاميره «هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه» (مز١١٨).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx