اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة 4831 يناير 2020 - 22 طوبه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 3-4

اخر عدد

الشهيد الجديد يوحنا النُمرُسي الراهب بدير الأنبا بولا (†1562م)

مدحت حلمي تادرس

31 يناير 2020 - 22 طوبه 1736 ش

تُوجَد سيرة نادرة وفريدة باللغة العربية، لهذا القديس «الشهيد يوحنا النُمرُسي»، وهي غير منسوبة لكاتب مُعَيَّن، وذلك في المخطوط رقم 153 عربي، بالمكتبة الوطنية لفرنسا بباريس (من الورقة 445 ظهر، وحتى الورقة 452 وجه)، وهو مخطوط يعود تاريخ نساخته إلى القرن السابع عشر الميلادي، إذ جاء بالورقة رقم 92 وجه، ما يُفيد بأن الأوراق السابقة من المخطوط قد تمت نساختها في يوم الجمعة المُبارك السابع والعشرين من شهر كيهك (وتاريخ السنة كُتِبَ بالأبُقطي، بحروفٍ باهتة، هكذا: 1372) للشهداء الأطهار (=1656م)، ومعنى هذا أن نِساخة باقي المخطوط قد تمت بعد ذلك بقليل (في غضون النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي)، وخطوط المخطوط كله واحدة ومُتشابهة، مما يجعلنا نُرَجِّح بأن ناسخه هو شخصٍ واحد، ولكن يبدو أن ناسخ المخطوط المذكور قد استخدم نوعًا من الأحبار الضعيفة وغير الثابتة، كما يظهر لنا من فحص المخطوط، بأنه قد تَعَرَّضَ إلى درجة رطوبة عالية جدًا، أو تَعَرَّضَ لكمية من مياه الأمطار أو المجاري، مما جعل الأحبار والكتابات تَبهَت وتُمحى في الكثير من ورقات وسطور وكلمات المخطوط، وهذا مما جعلنا نُعاني كثيرًا أثناء قراءة السيرة عن هذا المخطوط (وخصوصًا في النُسخة الميكروفيلمية غير المُلَوَنة).

وقد اُستُشهد القديس يوحنا النُمرُسي، في يوم الأحد 28 أمشير 1278ش (=1562م)؛ وهو من الشهداء الجُدُد الذين استشهدوا تحت ظِل الحُكم العربي لمصر؛ وقد وُلِدَ في بلدة أبو النُمرُس من أعمال الجيزة بمصر المحروسة؛ واسم أبيه «يوسف»، واسم أمه «سيدة»، ولما تنيَّحَت أمه، وكان عُمره في ذلك الوقت 6 سنوات، احتال بعض الرِعاعُ من الأعراب (أو البدو)، وخطفوا القديس، وذهبوا بهِ إلى مدينة المحلة الكُبرَى بالغربية، وأخذه إلى بيته أحد كُبراء العرب، وأشاعَ عنهُ كَذِبًا أنه خرج عن إيمانه المسيحي، ولكن لما سَمعَ والدهُ بذلك، ذهب مُسرِعًا إلى مدينة المحلة، وهداه الرب إلى مكان ابنه، فاحتال حتى أخذه معه، وهرب به إلى دير الأنبا بولا أول السواح بجبل القلزم، وهناك ترهّبا؛ وفيما بعد صار أبوه قسًا ورئيسًا للدير المذكور؛ وأمّا القديس فكان مُداومًا على جهاد الرهبنة في الدير، حتى بلغَ من العُمر 21 سنة؛ وعندها اشتهى القديس أن ينال إكليل الشهادة، وكان يطلب من القديسة العذراء مريم والشهيد العظيم مارجرجس ليساعِداه على ذلك، فظهر له الشهيد مارجرجس بكنيسته التي بدرب التقا بمصر المحروسة، وقواه وشجّعه على الاستشهاد؛ ثم ذهب القديس إلى كنيسة الشهيد العظيم مارمينا بِفُم الخليج بمصر، وهناك حضر القُدَّاس الإلهي، وتناول من الأسرار المُقَدَّسة، في كنيسة ماربِهنام وأخته سارة، وكان ذلك في صباح يوم الأحد 28 أمشير، وظهرت لهُ القديسة العذراء مريم والشهيد مارمينا، وبَشّراه بالاستشهاد؛ وبعد ذلك ذهب إلى القُضاة الأربعة بالصالحية خارج القاهرة، وجادلهم مُجادلةً عظيمة، واعترف قُدَّامهم بإيمانه المسيحي علانيةً؛ فضربه الرِعاعُ ولطموهُ وسَبّوهُ وعذبوهُ عذابًا شديدًا؛ ثم أفتى القُضاةُ الأربعة بسَفكِ دَمهُ، وأرسلوا إلى الوالي، وكتبوا قضية القديس، فأخذهُ الوالي، وصعد به إلى القلعة، وأوقفه أمام حاكم مصر العثماني (مصطفى شاهين باشا 1560-1563م)، الذي حاول أن يُغريهُ بالأموال والهدايا، ولكنه رفض كل شيء من أجل محبته في الملك المسيح، مما جعل الحاكم يوافق على سفك دمه، فأخذه الوالي إلى الصالحية، حيث قُطِعَت رأسه المُقَدَّسة في وقت الغروب، يوم الأحد 28 أمشير؛ وباتَ الجسد الطاهر في الصالحية إلى صباح اليوم التالي، وظهرت منه شواهد وظواهر روحية كثيرة؛ فأمر القُضاةُ بِسَحل الجسد إلى ظاهر المدينة، ووضعه تحت الحراسة، فوق كومٍ عالٍ بجوار قنطرة الحاجب (بالقُرب من باب الشعرية)، لتأكله الكلاب، وظل الجسد ثلاثة أيام مطروحًا، ولم يَقترِب منه أي حيوان، ولم تَتَغَيَّر رائحته؛ فأخذه بعض المؤمنين خِفيَةً، وذهبوا بهِ إلى أحد الأديرة ودَفَنوه هناك، وظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. بركة صلواته المُقَدَّسة تكون معنا. آمين.

مصدر السيرة:

المخطوط رقم 153 عربي، بالمكتبة الوطنية لفرنسا بباريس، من الورقة 445ظ-452ج.

بداية سيرة الشهيد يوحنا النُمرُسي، كما وردت في الورقة رقم 445 ظهر، من المخطوط.

نهاية سيرة الشهيد يوحنا النُمرُسي، كما وردت في الورقة رقم 452 وجه، من المخطوط.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx