3- القدرات والإمكانيات الصغيرة: فعلى
طول صفحات الكتاب المقدس اختار الله رجالًا بسطاء ليستخدمهم في عمله وخلاصه..
فاختار موسى الذي قال: «لست أنا بصاحب كلام» (خر4: 10). واختار اثني عشر تلميذًا وسبعين
رسولًا من البسطاء، ليرسلهم إلى كل المسكونة. وأمر تلاميذه أن يجمعوا من الخمس
خبزات والسمكتين الفتات المتبقي، فكان اثنتي عشرة قفة (يو6: 13)... وكأنه يعلمنا أن
الخادم لا يجب أن يقيس قدراته بما لديه من إمكانيات أو شعبية، ولكن بمقدار اتضاعه أمام
الله فيستخدمه. لذلك فعلى الكنيسة أن تَعْلَم أن سرّ قوتها ليس بما لديها من إمكانيات
مادية ولا قدرات بشرية ولا معارف ودرجات علمية، بل سر قوة الكنيسة في أن تحافظ على
نقاوة إيمانها ونقاوة مؤمنيها، وبهذا فقط يتحقق مجد الرب، فقوة الكنيسة ليست في أشخاص
يخدمونها لكن في أشخاص مرتبطين بالإيمان الصحيح فكرًا وسلوكًا.
4- الأشياء البسيطة:
استخدم الرب دائمًا أشياء بسيطة لتحقيق عمله.. فحقق النصر لداود الفتي الصغير على
جليات الجبار بخمسة من الحجارة الملساء، وعلّم يسوع عن عناية الله بفراخ الغربان وزنابق
الحقل، وتكلم عن العصفور الغير منسي، وعن معرفة الله لشعور رؤوسنا، وعلّم يسوع في أمثلته
عن الملكوت متحدثًا عن حبة الخردل (مت13: 3)، والخميرة الصغيرة (مت13: 33)، والقطيع
الصغير (لو12)، والخروف الضال (مت18)... لذلك فعلينا كخدام أنه مهما كانت لدينا من
مسئوليات وارتباطات، فالأمانة تقتضي أن نهتم بالطفل الصغير، والشخص المريض، والإنسان
المنسي، والوحيد، والمتروك، الإنسان المغلوب من حيل الشيطان، وبمن يقدر العالم أن
يجرفهم في تياره، فجميعهم أولاد الله، ومن أجلهم قد تجسد ومات.
5- الأعمال الصغيرة: قَبِل
يسوع فلسي الأرملة اكثر مما أعطى الأغنياء (مر12)، ونظر إلى انسحاق العشار الخاطئ أكثر
مما التفت إلى برّ الفريسي المنتفخ (لو18: 11-13)، وتكلم عن قيمة كأس الماء البارد
(مت10: 42)، وكانت ساعة عمل واحدة في طول النهار مرضية أمامه كيوم كامل (مت20)... لذلك
فعلينا أن نثق أن مشاكلنا الصغيرة هي هامة في عيني الرب، وأعمالنا البسيطة هي
معروفة أمامه.
6- الأحداث الصغيرة: كان
لقاء نيقوديموس بالرب لمرة واحدة كافيًا أن يسكن الإيمان في قلبه، فيهتم بجسد الرب
يسوع المائت النازل من فوق الصليب ليكفّنه. وكانت طلبة نحميا البسيطة أمام الملك
سببًا في عودة شعب الله من السبي بعد سنوات طويلة. وكانت كلمات المرأة الكنعانية
الغريبة الجنس، ذات مقدار غالٍ من الإيمان اكثر مما كان لكل شعب إسرائيل...
7- السلبيات الصغيرة: كذلك
يستخدم العدو الشيطان الضعفات الصغيرة للهدم.. فالخطايا الصغيرة قد تكون سببًا في
انهيار حياة الإنسان الروحية الطويلة، والثعالب الصغيرة قد تفسد الكرم كله، ومشورة
قصيرة من الشباب لرحبعام قد قسمت مملكة بيت داود لقرون طويلة... لذلك في حايتنا
الروحية علينا ألّا نستهين بالخطايا الصغيرة، وفي خدمتنا وتدبيرنا علينا ألّا
نستصغر المشكلات التي تواجهنا فيها.
