اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4814 فبراير 2020 - 6 امشير 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

مبادئ أساسية في حياة التكريس (2)

نيافة الأنبا موسى

14 فبراير 2020 - 6 امشير 1736 ش

ذكرنا في العدد الماضي، أن هناك بعض المبادئ الأساسية في حياة المكرسين والمكرسات، والتي تميز حياتهم عن حياة الأخرين: وهي 1- الاتحاد بالمسيح. 2- مبدأ الإيمان. 3- مبدأ الشركة. وتحدثنا عن مبدأ الاتحاد بالمسيح.. ونستكمل حديثنا:

 

2- مبدأ الإيمان:

من أهم المبادئ في حياة المكرسين أو النفس البشرية عمومًا، مبدأ الإيمان.. وبخاصة عدم القلق على المستقبل..

- إن دور الكنيسة في هذه الأيام أن تؤَمِّن حياة المكرسين والمكرسات، والكنيسة تسعى لهذا قدر استطاعتها. ولكن أيّة تأمينات، سواء كانت من الناحية المادية، أو المؤسسية، لا ينبغي أن تشغل الاهتمام الشخصي للمكرس.. ولا تكون موضع انشغال بالنسبة له... فهو يحيا أساسًا بالإيمان الواثق بالرب.

- فالمال لا يضمن مستقبل المكرس، ولا المؤسسة تضمن مستقبله.. لكن مستقبل المكرس هو في المسيح يسوع، لذلك فالتأمين الحقيقي للمكرس هو الحياة في المسيح.. ووعد الرب صادق وأمين: «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (مت28: 20)، وهكذا عاش داود النبي مؤمنًا، ومُقدِّمًا حياته في يد الله، وآخر الأمر قال: «كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا» (مز37: 25).

- والمكرس في الأساس مسنود على السيد المسيح، لا على المال، ولا على المؤسسة، ولا على المسئول. فإذا لم يكن المسيح هو المُرتكَز، والسند، ومحور الحياة، سيعيش في قلق طوال حياته.

- وأيضًا الإنسان المكرس، يقول مع معلمنا بولس الرسول: «الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِىَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي« (في1: 22)، أي أنني موجود لرسالة معينة.. وعندما يجد السيد المسيح أني أكملت الرسالة.. سيقول لي: "كفاك تعبًا يا حبيبي.. تعال لتستريح من أتعابك" لأنه ضامن لي حياتي ومستقبلي.

- لذلك طلب المرنم داود قائلًا: «كن لعبدك كفيلًا» (مز119)، وقال أيوب البار: «كُنْ ضَامِنِي» (أي17: 3)، وكذلك إشعياء النبي قال: «كُنْ لِي ضَامِنًا» (إش38: 14).. وهذه نقطة مهمة جدًا، وحتى إذا كان هناك تأمينات للتكريس، وهذا جيد، ولكن ليست هي الامان الحقيقي!

- كذلك.. وإن كانت هناك ضمانات مادية كثيرة.. فهذا لا يعفي من ضمانات الإيمان الداخلي: التي تجعل هناك استقرارًا في القلب! وإن لم يحصل عليه في المسيح، فسيكون بالضرورة متذبذبًا.. وغير مستقر.. حتى مع وجود الضمانات المادية.

- لقد اختبرنا ربنا نصيبًا، فمهما حدث لنا، ومهما تغيرت الظروف، لن نحتاج، بل بالعكس.. لن يتخلى المسيح عنا أبدًا،.. لذلك فسكنى المسيح في القلب، يمنحه تعزيات راسخة، لا تتزعزع مهما كانت الظروف!! «عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي» (مز94: 19).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx