اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4814 فبراير 2020 - 6 امشير 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

يونان.. والخدمة

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

14 فبراير 2020 - 6 امشير 1736 ش

سفر يونان نافع لكل فئات الشعب والإكليروس.. ولكننا نود أن نتحدث عنه من خلال الخدمة (سواء كهنة أو خدام).. ففيه دروس لابد أن ننتبه إليها:

1) الدعوة: بداية القصة تبدأ بدعوة الله ليونان إلى نينوى المدينة العظمى.. فلا يصحّ أن يخدم أحد بدون دعوة بأن يقحم نفسه في الخدمة أو يسعى بكل وسيلة ليصل إلى الكهنوت.. فإن لم تكن هناك دعوة من الله فلن تنجح الخدمة ولن تثمر.. فالخدمة في الأصل هي عمل إلهي من خلال البشر، فإن لم يعمل الله فلن ينجح ما يفعله البشر.

2) العمل المحدّد: عندما دعا الله يونان كلّفه بعمل محدد ولمكان محدّد.. فعدم وجود العمل المحدّد يجعل العمل غير واضح والمطلوب غير واضح، لذلك لا ننتظر نتائج جيدة، وهناك الكثير من الخدام لا يعرفون ما هو المطلوب منهم ولذلك لا يعرفون حدودهم ويتدخلون في أشياء أخرى لا دخل لهم بها، فيتعبون ويتأثرون ويُعثَرون، وبالتالي يُعثِرون الآخرين.

وهناك من الكهنة يفعلون نفس الأمر.. يتدخلون في اختصاصات غيرهم، وقد يقحمون أنفسهم في عمل الأب الأسقف والأب البطريرك.. وهم بذلك يضيّعون وقتهم وجهدهم في شيء لن يُطالَبوا به وغير مسئولين عنه.. وقد يكلّفهم ضياع روحياتهم وخدمتهم وما فيها من سلام وهدوء وبركة.

3) الاستجابة: كان رد فعل يونان هو الرفض.. وهرب من وجه الرب في مركب ذاهبة إلى ترشيش (حاليًا جنوب أسبانيا).. وهناك من يرفض الدعوة لأسباب عديدة منها:

أ- الخوف: فهناك من رفض الدعوة خوفًا من الفشل، أو خوفًا من الناس، أو من حروب الشياطين، أو خوفًا من المسئولية، أو من المشاكل والمتاعب التي يواجهها الخدام والكهنة... وفي الحقيقة إن الخوف ضد الإيمان.. فالذي دعاه الرب لابد أن يثق في أنه لن يتخلى عنه أو يتركه يفشل.

ب- الإمكانيات:  إنها حجّة قديمة قالها موسى النبي «لست صاحب كلام لا اليوم ولا أمس ولا قبل من أمس، ثقيل الفم واللسان»، وإرميا الذي قال «إنّي ولد»... ولهؤلاء نقول: كيف عبر بنو إسرائيل البحر الأحمر؟ وكيف استطاعوا أن يعيشوا أربعين سنة في البرية؟ وكيف سقطت أسوار أريحا؟ وكيف نجا الثلاثة فتية من آتون النار؟ وكيف نجا دانيال من جب الأسود؟ وكيف خرج يونان من جوف الحوت؟ وكيف استطاع التلاميذ والرسل البسطاء أن ينشروا الإيمان في العالم كله؟... كيف؟.. وكيف؟... وكيف؟... إنه الرب الذي دعا والذي قادر أن يعين ويقوّي ويثمر.. فلا تخف.

4) الهروب: كان تصرف يونان عجيبًا، يدلّ على جهل في التعامل مع الله، فكيف يهرب وإلى أين؟

أمثلة من الهروب: هناك من يهرب من دعوة الله الخدمة. ومن يهرب من الله الذي يدعوه إلى القداسة والبر فلا يستجيب، ويفضل حياته الشريرة متمسكًا بشهواته وخطاياه. والله يدعونا جميعًا إلى التوبة قائلًا: «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون».. نرجو أن نستجيب.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx