اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4814 فبراير 2020 - 6 امشير 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

سلسلة المساندة التربوية للوالدين

دعنا نتحاور: كيف نربي أبنائنا؟ (1)

دكتور رسمي عبد الملك

14 فبراير 2020 - 6 امشير 1736 ش

يجمع علماء التربية، وعلم النفس، والاجتماع، والطب النفسي، بل وكافة العلوم الإنسانية والروحية، على أهمية دور الأسرة، خاصة هذه الأيام في ظلّ ثورة الاتصالات والسماوات المفتوحة، والحرّية غير المنضبطة، بالإضافة إلى اهتزاز مفهوم الوالدية، أمام ظروف وأعباء الحياة، وخاصة القسوة الاقتصادية البالغةالتي تطحن الأسرة، مع تزامن الشهية المفتوحة جدًا لدى الأبناء لشراء كل ماهو مثير وجديد (في عالم الموبايلات وأجهزة التكنولوجيا الحديثة، والرغبة في السياحة والزيارة للتعرّف على أصدقاء جدد، تعرفوا عليهم عن طريق شبكات التواصل والنت، ورغبة في ارتداء ملابس لماركات عالمية شاهدوها على الفيسبوك... الخ). كما أن انتشار وسائل التواصل عن بُعد، قد أسهم في التفكُّك وعدم الترابط الأسري، واختفاء الكثير من القيم والمعايير الاجتماعية والأخلاقية، وغياب الدفء العاطفي الأسري، والإحساس بالاغتراب، وظهور سلوكيات مرفوضة من الأبناء (مثل عقوق الأبناء والعنف والتمرد... الخ) بدلًا من توافر مناخ الود والحب والتماسك الأسري، وأصبح شعور الوالدين أن مهمتهما في الحياة تتلخّص في تقديم الخدمة وتوفير الجانب المادي!

والتساؤل الآن: كيف نعطي للأجيال الجديدة إمكانية التعايش في مناخ أسري سوي، حريصين على تقديم الوفاء لمن قدموا حياتهم لهم دون مقابل، وأن يدركوا أن الأم والأب هما عماد الحياة؟

دعنا عزيزي القارئ نتحاور في الأساليب الإجرائية لتربية أبناء هذا الجيل، من خلال سلسلة من المقالات التربوية والنفسية والاجتماعية للمساندة التربوية للوالدين، ولعلنا نحتاج بدايةً أن نتفق ونتعرف على:

 

بعض الأسس التربوية:

١- إن دور الأب في التربية لا يقل أهمية عن دور الأم، ولكن للأسف نلاحظ أن كثيرًا من الرجال يتصرفون، وكأن تربية الأبناء مسئولية خاصة بالأمهات والمرأة فقط! حتى أصبح لدى الأمهات شعور زائد بمسئوليتهن تجاه أطفالهن، بل هناك الكثير من الأمهات تسعد بذلك، وتكرّس كل وقتها واهتماماتها بالأطفال وتهمل مطالب زوجها، مما يشعر بعض الأزواج الآباء بعدم أهميتهم، وأنهم مُستبعَدون من العملية التربوية للأبناء. والبعض الآخر أعجبه اتجاه زوجاتهم، فاستغله كعذر مريح ومناسب لفض أيديهم من هذه المسئولية التربوية الهامة، واكتفى الأب هنا وكأنه بنك متنقل، أب مختصر ومختزل، وكأنه كان مجرد أداة فعل الحمل وكفى، لكنه لا يرقى أن يكون أبًا!

٢- اهمية التكامل بين دور الأبوين في تربية الأبناء، لأن الهدف واحد والمخرجات واحدة، وهو خروج ثمرة ناضجة تقرّ عيني أبويها، حقًا قد تكون الأم أكثر عاطفة، وقد يكون الأب أكثر حزمًا، العاطفة والحزم ينسجان معًا إطار تربية الأبناء، فلا يمكن تربية الأبناء فقط بالعاطفة، فقد يؤدي في بعض الحالات إلى الانحراف. وعلى النقيض لا يصلح الحزم وحده في التربية، فقد ينجم عنه عدم الشعور بالأمان أو الضغوط النفسية، أو يؤدي إلى ضعف الشخصية. ولا يصح أن يستحوذ أحد الأبوين في التربية على اتجاه معين دون الآخر، حتى لا يميل الطفل للطرف الذي يدلّل أو يستجيب لكل مطالبه، ويبتعد عن الطرف الذي يعامله بالحزم.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx