اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4828 فبراير 2020 - 20 امشير 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

من يصعد إلى جبل الرب؟

قداسة البابا تواضروس الثانى

28 فبراير 2020 - 20 امشير 1736 ش

كل سنة وحضراتكم بخير. بدأ الصوم الكبير، وهو فترة مكثّفة وبها دسم روحي وله طعم حلو ومُحبَّب. ولأنه فترة في غاية الأهمية، ومثلما صام السيد المسيح أربعين يومًا وأربعين ليلة، فنحن أيضًا نصومه. فهو فترة غالية ومهمة لحياة كل إنسان. وهو الفترة التي يقدر فيها الإنسان أن يكشف نفسه. لهذا نبدأ سلسلة موضوعات هامة للصوم الكبير.

في كل قداس نصلي في نهايته القسمة وفيها نكرر عبارتين.. وانتبهوا أن كل كلمة في هذه القسمة هي مُرسَلة لنا وتتكرر طوال أيام الصوم.

1) عبارة "الصوم والصلاة".

2) ختام القسمة: "ونحن أيضًا فلنصم عن كل شر بطهارة وبرّ".

وفي خلال فترة الصوم يحدّد لنا ثماني درجات للسلم حتي نصل لجبل الجلجثة، إذ نصلي ونقول: "نسألك يا سيدنا طهّر نفوسنا وأجسادنا وأروحنا، لكي بقلب طاهر، ونفس مستنيرة، ووجه غير مخزي، وإيمان بلا رياء، ومحبة كاملة، ورجاء ثابت..."

هذه ثماني درجات نصعد بها خلال الصوم لنصل للجلجثة. هذه هي خطة الصوم الكبير. والصوم فرصة لكل واحد لكي ينتبه إلى نفسه.

في خلال الأسابيع القادمة نأخذ هذه الدرجات ونشرحها بمغزاها الروحي. أؤكد على الكلمات لأن هذا الأمر نافع لنا. هذه الثماني درجات هي آحاد الصوم، وكل أحد له معناه وترتيبه. أكرّر وأقول أن هذا الكلام نص الإنجيل، وكله يرتبط بخدمتك وبحياتك.

القلب الطاهر

فالله هو من يرى القلب، فيجب أن يكون نقيًا ليس في داخله أيّة شوائب. والقلب النقي هو الذي لا يحمل خطايا، وإذا كان به خطايا لا يستطيع أن يصعد إلى جبل الرب.

فما هي الشوائب التي تمنعنا؟

1- الإنسان الذي يتعلق بالخطية: أي صارت الخطية محبوبة له. فاحترس أن تصل إلى هذه المرحلة.

2- شائبة الرياء: انتبه لئلا تكون حياتك مرائية؛ ذات وجهين. احترس أن لا تكون مثل القديسين. احترس، فمن يكون هكذا لا يستطيع أن يصعد إلى جبل الرب.

3- الأفكار الشريرة: القلب والعقل مثل المعمل. والعقل يشبه صالة بها كراسي تدخل إليه الأفكار وتجلس، ويصير العقل كالميدان. وقراءة الكتاب المقدس تنقي العقل. احفظ عقلك طاهرًا؛ فالأفكار الشريرة تمنع نقاوة القلب.

4- القلب المخادع: القلب يخدع بحب غير طاهر، وأحيانًا قد يخدعك ويجعلك تظن السوء. وفي كنيستنا المرشد الروحي وأب الاعتراف (أي المرجعية) يساعد على نقاوة القلب... نقِّ قلبك واحرسه.

هذه الأربعة تُسمّى الشوائب الأربعة:

1- الانسان المُحب للخطية، 2- شائبة الرياء، 3- الأفكار الشريرة، 4 القلب المُخادع.

 

كيف نصعد إلى جبل الرب؟

في الحياة الرهبانية نتعلم من كتاب السلم. انتبه لنفسك وحياتك، وضَع أمامك الفرصة أن تتغير في هذا الصوم، والحل هو:

1) المعونة الإلهية: يجب أن تشعر بالمعونة عندما تطلب من الله، فاطلب واشعر واستعد.

2) التوبة: اعزم على توبة قوية وصادقة، وخذ العزم على توبة حقيقية وعن تجربة. الصوم هو أنسب وقت للتوبة. انتبه فكل يوم له توبته.

3) الوقاية خير من العلاج: «فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة» (أم4: 23)، ابتعد عمّا يضيّع وقتك وعينك وقلبك، لا تُدخل فيه سوى الأشياء النقية، وعِش نقيًا.

4) افعل كل هذه ولديك رجاء: انتبه وعِش برجاء. «انتظر الرب»، عش برجاء حتى تصل ليوم الصليب وتفرح بالقيامة. الرجاء بالرب هو الانتظار الواثق. كن صادقًا مع نفسك.

هذا الصعود يكون بقلوبنا وحياتنا. في نهاية القسمة نصلي ونقول: "نسألك يا سيدنا طهر نفوسنا وأجسادنا وأروحنا، لكي بقلب طاهر.." هذه هي درجات السلم التي نصعد عليها مع الأحد الأول؛ أحد الكنوز.

لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx