اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4813 مارس 2020 - 4 برمهات 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 9-10

اخر عدد

كرامة الكهنوت (3)

قداسة البابا تواضروس الثانى

13 مارس 2020 - 4 برمهات 1736 ش

في خدمة الكاهن القبطي فقي مجالات الخدمة المتعددة، توجد معوّقات تُعطّل عمل الكهنوت وتحدّ من فاعليته، كما تكون غير مُثمرة بثمار الفضائل العديدة، وقد يصل الأمر أن تصبح عثرات ويضيع الكاهن ومن ثَمّ شعبه.. من هذه المعوّقات ما يلي:

1- محبة الذات: الذات هي العدو المُقيم معنا، وهي التي تجعل الإنسان لا يرى إلّا ذاته فقط، وتظهر في صور كثيرة مثل: الانقسام، الاحتقار للآخر، التحزُّب، محبة الظهور، الانشقاق، الرئاسة، الحسد والخصام، تبرير النفس، تقديم الأعذار، فساد في حياة الإنسان... كل هذه صور تنشأ من محبة الذات، وغيرها. ضعفات مثل هذه ربما تُفقِدك الملكوت، احترس يا أبونا من ذلك، لأن شعبنا هو أحسن ترمومتر لحياتنا.

2- محبة المال: هذه ضربة تُفسِد وتُضيّع حياة الإنسان. الله جعل المال وضْعه في مساواة مع الله ذاته وأسماه: "سيد" عندما قال: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ... الله والمال»، الانشغال بالمال وجمعه، أو عمليات البيع والشراء بصفة عامة. المال قوة.. ولكنه ليس قوة الخدمة.

تذكَّروا مارمرقس عندما بدأ خدمته لم يكن لديه شيء، تذكَّر بدايتك كيف كانت، وأنت الآن ماذا صرت؟ ربما تحصل على مبلغ كبير جدًا عبارة عن عشور من الناس وأنت جالس في مكتبك، ما هو فضلك في هذا؟ لا شيء بالمرة! وعندما يضع الله في يدك مالاً... اعلم أنك قد وُضِعت في اختبار، لأن المال الذي بين يديك هو عشور، أي وصية ويجب أن تنفّذها.

تذكَّر معي القديس بطرس عندما وقف أمام مُقعّد باب الجميل، وقال: ليس لنا ذهب ولا فضة، ولكن لنا اسم ربنا يسوع... اسمك هو الذي يُغنينا كما نُصلَّي في التسبحة.

اعلم أن كل مال يُوضَع في يدك هو لأعمال الرحمة، وعمل المحبة، ليُصْرَف بحكمة، والأموال مكانها عند الأقدام، كما علمنا الآباء الرسل.

تذكَّر معي قصة الراهب الذي مات ووجدوا في قلايته دينارًا... أوقفوا الدفن وجَرَت مناقشات ومفاوضات ومباحثات وآراء وأقوال، اتفقوا وقالوا: لتذهب فضته معه إلى الهلاك... ودفنوا معه الدينار.

انتبه... نحن متفقون أن ميزانية دخل الكنيسة – الشهرية أو السنوية – موزعة كالتالي:

- الثلث الأول لتعضيد إخوة الرب 30%.

- الثلث الثاني: للتعليم والخدمة 30%.

- الثلث الثالث: من أجل التعمير والصيانة 30%.

- والـ10% الباقية للطوارئ.

ونحن أصدرنا لوائح لمجالس الكنائس وبها هذا البند.

3- محبة المظهر:

المظاهر الكاذبة وهي كثيرة وبعيدة عن الجوهر..

ثقوا يا أحبائي أن عمل الله ينمو في هدوء وبلا ضوضاء. يشبّهونه بالمَثَلْ: في الغابة يمكن أن تسقط شجرة كبيرة فُتُحدِث دويًا عظيمًا هذا هو الموت، ولكن يمكن أن تنتقل حبوب اللقاح من شجرة لشجرة ومن زهرة لزهرة ولا يسمع لها أحد صوتًا. وهذه هي الحياة.

المجاملات التي أحيانًا تزيد عن اللزوم، أيّة مظاهر ليس لها معنى في كنيستنا. أرجو أن تضع في ذهنك دائمًا: إني سأقف يومًا أمام الله، ماذا سأقول له عن كل شيء؟ في المال الذي كان بيدي وفي أي طريق صرفته؟ في اجتماع حضرته وكيف خدمته؟ في الكنيسة التي أقامني الله عليها خادمًا مسئولاً.

محبة المظاهر وهي الرياء، وكتب عنها معلمنا متى أصحاح 23، وأيضًا محبة المظاهر تظهر في تقليد بعضنا البعض... أرجوك، انتبه.. رسالتنا هي توبة الناس، نحن كمعشر كهنة وظيفتنا طرد الخطية من حياة الناس، نحن فرقة مكافحة الخطية من قلوب الناس، إن العالم محاط بكل صور الشر التي لا تنتهي، رسالتك يا أبونا هي أن تنادي: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ..» هذه هي كرامة الكهنوت.

4- محبة العلاقات الاجتماعية أكثر من العلاقات الروحية..

وهذه العلاقات الاجتماعية المباشرة أو غير المباشرة، غير وسائل التواصل المتعددة، وقد يسقط الكاهن في شهوات ومبررات تلوّث كهنوته وتضعفه وَالْخَطِيَّةُ كُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ..

احذر أيها الكاهن وانتبه لنفسك لكي لا تقع في أحد فخاخ العدو.

اتركك مع تدريب هام وهو قراءة ودراسة وتأمل مزمور 139 وليكن قانونك الروحي هذا المزمور خلال الصوم المقدس...

"يَا رَبُّ، قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. فَقُلْتُ: «إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي». فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! الظُّلْمَةُ أَيْضًا لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ، وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هكَذَا النُّورُ. أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا. لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ، وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي، وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا. مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ يَا اَللهُ عِنْدِي! مَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا! إِنْ أُحْصِهَا فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ الرَّمْلِ. اسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكَ. لَيْتَكَ تَقْتُلُ الأَشْرَارَ يَا اَللهُ. فَيَا رِجَالَ الدِّمَاءِ، ابْعُدُوا عَنِّي. الَّذِينَ يُكَلِّمُونَكَ بِالْمَكْرِ نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، هُمْ أَعْدَاؤُكَ. أَلاَ أُبْغِضُ مُبْغِضِيكَ يَا رَبُّ، وَأَمْقُتُ مُقَاوِمِيكَ؟ بُغْضًا تَامًّا أَبْغَضْتُهُمْ. صَارُوا لِي أَعْدَاءً. اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx