كانت الحروف القبطية واليونانية موضع اهتمام كبير من قِبَل المسيحيين شرقًا وغربًا، حيث استخدموا الحروف اليونانية في التعبير عن أهم المعتقدات التي يعتقدون بها في إيمانهم الأرثوذكسي القويم، ومن خلال آيات وفكر الكتاب المقدس وتعاليم وتفسيرات الآباء. فقد شغلهم مصطلح النعمة أو الموهبة المجانية ومايحمله من مضمون إيماني وهو محبة الله غير المتناهية للإنسان، حيث أنه بالنعمة نال المؤمنون مواهب روحية؛ إن كلمة "تالنتو" اليونانية Ταλέντο تعني موهبة أو عطية مجانية أو نعمة، ولم يجد المسيحيون أفضل من هذه الكلمة التي تبدأ بحرف الـ"تاف" الذي على شكل صليب، خاصةً وأن الصليب أيام الحقبة الرومانية كان على شكل هذا الحرف، ويعتقد البعض أن صليب المسيح كان هكذا.. وهنا أراد المسيحيون أن يستخدموا هذا الحرف كشكل صليب مُعتمَد بينهم، وأسموه صليب النعمة أو الموهبة أو العطية المجانية، نسبة إلى الخلاص المجاني، إيمانًا منهم أن نعمة الخلاص قد اقتنوها بقبول خلاص ربنا المسيح على الصليب، حيث يخبرنا الوحي الإلهي في هذا المضمون من خلال معلمنا بولس الرسول قائلًا: «وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ، بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ» (أفسس2: ٥). ومع استخدام المسيحيين حرف التاف كشكل مستقل للصليب، لكن جمعوا أربعة منه ينطلقون من نقطة تماس واحدة، ليكونوا أجنحة صليب مربع واحد، وذلك ليؤكدوا به نفس الاسم والمضمون (صليب النعمة)، بالإضافة أن المربع يشير إلى خلاص المسيح الذي وصل إلى أربعة جهات الأرض. وأحيانا كانوا يستخدمون هذا الحرف بشكل تجميع أربعة منه متنباعدين عن نقطة المركز وكأننا نري دائرة، والتى ترمز إلى الله أو الأبدية.

أمّا الشكل الذي طوّره الأقباط ليعملوا بحرف التاف صليب العنخ أى صليب الحياة (القبطي)، فقد وضعوا حرف الأوO فوق حرف التافT ليصبح الصليب شبيه بصليب الحياة عنخ المصري، لكن لو حققنا النظر نجد أن عنخ المصري عبارة عن شكل لنهر النيل ينتهي بالدلتا، لذا فإن العروة التي تعلوه على شكل بيضاوي وليست دائرة كما في صليب الحياة (القبطي)، ويخطئ من لا يلتزم بذلك. فصليب الحياة (القبطي) أونخ عبارة عن حرف التاف T يعلوه حرف الأو O بداية كلمة أوون OWV باليونانية أي الكائن، وهو أحد ألقاب السيد المسيح كما فى الآية «أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء» (رؤ1: 8).