اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4827 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

دبورة

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

27 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش

دبورة أحد قضاة شعب إسرائيل في عصرالقضاة الذي استمر حوالي اربعمائة عام. وتميزت دبورة بملامح روحية خاصة أهّلتها لتكون قاضية لشعب الرب، فهي تمثل المرأة الحكيمة. إن اهتمام الكتاب المقدس بسرد قصة دبورة القاضية يحمل لنا رسالة إلهية أن الله يستخدم المرأة كما يستخدم الرجل، فالكتاب يعطي المرأة كرامة كبيرة، ويؤكد أن الله يستخدمها في مواضع كثيرة، فهي تقود وتقضي وتعلّم وتخدم. والكتاب يذكر نساء كثيرات، فيتحدث عن مريم أخت موسى وهارون، وعن راحاب، وأستير، وراعوث، وفيبي، وبريسكلا، وطابيثا، وليديا...

ورغم أن الكتاب قد أعطى المرأة كرامة خاصة وخدمات متعددة، ورغم أن المرأة كانت في الكتاب مُنقِذة للشعب كأستير، وفي صفوف التسبيح كمريم، وكانت خادمة كراعوث وطابيثا... وكلها أعمال لها كرامة كبيرة، لكن الكتاب أيضًا لم يذكر أن المرأة -رغم الكرامة والرسالة التي وضعها الله عليها- قامت بمهمة الكهنوت، فأمنا العذراء مريم رغم اختيارها كخادمة لسر التجسد الالهي، إلّا أن الكتاب لم يذكر أبدًا أنها قامت بعمل كهنوتي، ولم تشترك في أيّة خدمة كهنوتية مع الرسل الاثني عشر. كذلك لم تُختَر مريم أخت موسى وهارون في صفوف الكهنة. فللمرأة خصائص جسدية ونفسية خاصة لا تناسب خدمة الكهنوت، وهذا بالطبع لا يتعارض مع كرامة المرأة. كما أن تاريخ الكنيسة حافل بسير قديسات عظيمات كالقديسة مارينا والقديسة بائيسة والقدسية صوفيا... الخ ولم يكن من بينهن جميعًا من أُسنِدت لها خدمة كهنوتية.

أمّا دبورة كامرأة قاضية، فقد تميزت بعدّة امور تميّز المرأة الحكيمة:

1- تميزت دبورة بقوة الشخصية والقدرة على القيادة: استطاعت أن تقود الشعب في حربهم ضد يابين، واستطاعت أن تتخلّص من سيسرا قائد جيوش الغرباء، فالمرأة التي تتمتع بخاصية القيادة الروحية يمكنها أن تحفظ بيتها من أيّة حروب روحية تواجه أسرتها، وتحفظ أبناءها منتصرين على العادات الرديئة (كالشجار ومحبة الذات والغضب والخصام... الخ).

2- أشركت دبورة باراق معها في حروبها مع الشعوب الغرباء.. وهي في هذا تعلمنا أن المرأة مهما كانت قدراتها القيادية، إلّا أنها لا ينبغي أن تتميز بحب التسلُّط، فالمرأة الحكيمة لا تتكالب على الانفراد بالسلطة الأسرية لئلّا يكون هناك انشقاق في الأسرة، بل بحكمة تقدم زوجها في كل شيء، إذ هي تفهم رسالة الكنيسة في الإكليل أن الرجل هو رأس المرأة، فتشترك بمحبة معه، وتقبل توزيع الأدوار في الأسرة، وتخضع لزوجها بمحبة واتضاع.

3- تمتعت دبورة بأمومة حانية وبمشاعر رقيقة، ظهرت في تسبحتها التي قدمتها «أنا أنا للرب أرنم» (قض5: 3)، لكن رقّتها لم تتعارض مع قدراتها القيادية، فرقّة مشاعر المرأة ليست ضعفًا، بل من خلال تفهمُّها لمسئوليتها يمكنها بالكلمة والموقف الحكيم أن تنال كل حقوقها.

4- تميزت دبورة بقوة الإيمان، فرغم جسامة مسئولية دورها كقاضية تقود الشعب في حروبه ضد الغرباء، ألّا أنها تقوّت بإيمانها بأن الرب يستطيع أن يهزم بها الغرباء. ورغم كل التحديات التي تواجه الأسرة المسيحية، إلّا أن المرأة تستطيع بإيمانها أن تواجه كل الصعوبات، واثقة في أن يد الرب تعمل معها لتحفظ أسرتها بسلام.

5- كانت دبورة السند لكل من في الساحة، فكانت تشجع باراق وتدفعه للمشاركة الإيجابية في تخليص الشعب. كذلك المرأة الحكيمة تستطيع أن تساند أهل بيتها ولا تجعلهم يستسلمون لصغر النفس، بل تضمد كل الجراح التي تصنعها ظروف الحياة، وتدفعهم للاستمرار والمثابرة في طريق الرب، بروح الرجاء والمساندة الأمينة.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx