اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4827 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

الوبأ وعمل الله

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

27 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش

من الأمراض التي وردت في الكتاب المقدس (الوبأ المنتشر) مثل فيروس كورونا Covid-19..

وأحب أن نبحث معًا عن ما جاء عن الوبأ، وهو مرض يتفشّى وينتشر كل عدد كبير من السنين. وقد ورد في (حبقوق3: 5): «قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحُمَّى»، وهذا ما يُطمئننا أن الوبأ مهما كان قويًا يتلاشى أمام الله. وقد جاء في (مز91): «الساكن في سِتر العليّ في ظل القدير يبيت... لأنه ينجيك من فخّ الصياد ومن الوبأ الخطر... وتحت جناحيه تبيت». وحين انتشر الوبأ أمام موسى النبي، أخذ هارون رئيس الكهنة البخور، فابتدأ وركض إلى وسط الجماعة فامتنع الوبأ (عدد16: 48)، والبخور هنا يشير إلى عمل الله الناتج عن رفع الصلوات.

من هذه المقدمة نرى أن الوبأ مرض منتشر يقضي على الإنسان، ولكن الله -وهو الملجأ للبشر- من خلال الصلوات المقبولة أمامه، يخلص الإنسان من أيّ وبأ مهما كانت خطورته وانتشاره في العالم كله. ونذكر وعد الله في (هوشع13: 14) «من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم. أين غلبتك يا موت؟ أين شوكتكِ يا هاوية؟». لذلك نحن ننظر للأحداث من خلال الإيمان، إذ نضع الله أمامنا ونثق في قدرته على إزالة أي خطر يواجه المؤمنين. ولكن قد يتساءل الإنسان: ما سبب الوبأ؟

لا شك أن هناك أسبابًا صحية للأوبئة التي تحدث ضد الإنسان، ولكن الأكثر خطورة من الأسباب الجسدية الأسباب الروحية، فقد ذُكِر في (تث28: 20) «من أجل سوء أفعالك إذ تركتني، يُلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها»، وسوء الأفعال هنا يُقصَد به شر الإنسان. ونرى في هذه الأيام وقد انتشر الإلحاد، أي البُعد عن الدين وعبادة الله من قلب نقي.. بل وحتى وسط المتدينين نجد المظهرية، والعبادة الشكلية، والتباهي بالعمل الصالح، والإحساس بالأفضلية على الغير، وضعف الصلوات والإسراع فيها كما لو كانت واجبًا يتم عمله لمجرد إرضاء الذات، والافتخار الداخلي والتعالي على الآخرين، وغير ذلك من أحقاد دفينة أو كراهية مستترة، وكل هذا وسط التظاهر بالعبادة والتواجد في صفوف الخدام والقادة...

من هنا نجد ضرورة التوبة كحلّ حقيقي اختبره كثيرون، فرادى وشعوبًا، مثل: السامرية، والمرأة الخاطئة، والعشار، وأيضًا أهل نينوى، ورجال السفينة مع يونان النبي الهارب، ونازفة الدم التي نالت شفاءً، وابنة الأرملة، والمفلوج، والمولود أعمى، والكثير ممن التقوا مع الرب ونالوا منه عطايا روحية جزيلة استحقوا بها نعمة الشفاء والحياة من الموت: ابنة يايروس، ولعازر الذي أنتن في القبر، وابن الأرملة إذ كان في طريقه للدفن. ونحن في هذا الصوم المقدس نرفع قلوبنا ونحني رؤوسنا ونسجد ضارعين أمام الله الحنون طالبين من الله غفرانًا وقبولًا للصلوات والأصوام والصدقات في تكامل للعبادة، مع فرصة الخلوة المقدسة في مخادع نقية إذ أُغلِقت أماكن العبادة بسبب الفيروس للحد من انتشاره بسبب التجمعات. ولا شك أن الله الحنون حين يرى دموعنا وتضرعاتنا القوية وسجداتنا في مخادعنا وتمتعنا بحديثه وكلماته الإلهية في كتابه المقدس، سيعطينا سلامه الكامل ونعمته الغافرة وقوته الكاملة، ويحفظ الجميع من هذا الوبأ الخطير المنتشر..


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx