اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4827 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

«أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» (يو5: 6)

نيافة الأنبا موسى

27 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش

يأتي إنجيل "شفاء المفلوج" ثم إنجيل "المولود أعمى" هذا العام، متزامنًا مع الهجمة الشرسة لفيروس "كورونا" الذي أصاب العالم كله تقريبًا، وأحدث خسائر كثيرة في صحة البشر، والاقتصاد، والنشاط الإنساني كله..

وإنجيل "مريض بيت حسدا" الذي عانى من المرض 38 عامًا. نجد فيه لقاء السيد المسيح، الطبيب الحقيقي الذي يسعى نحو المريض دون أن يطلبه.. فعلينا أن نلجأ إلى الرب، لشفاء الإنسانية من أمراضها الكثيرة.

1- لقد عجزت الذراع البشرية عن شفاء هذا المفلوج، لذلك تدخل السيد المسيح ليهبه حياة جديدة في بيت حسدا التي تعني "بيت الرحمة".

2- نرى في هذه المعجزة كيف شُفي المريض بكلمة من فم الرب؟!- ولأنه القادر على كل شيء فهو بكلمة يوقف هذا الوباء المدمر- وكيف قام وحمل سريره؟! وكيف أخذ يمشي بقوة؟! وهكذا في أيام "كورونا" هذه التي نحياها الآن، على مستوى العالم، نجد إلهًا محبًا شافيًا، يسعى إلينا ليشفينا من كل أوبائنا! وفي هذه المعجزة نرى:

 

أولًا: المبادرة الإلهية

فالرب يسوع يأتي بنفسه إلى بركة حسدا، عالمًا أن هذا المفلوج لا يستطيع البحث عنه أو الذهاب إليه. وهذا دليل بحث الرب عن الخطاة، فالإنسان الخاطئ مشلول روحيًا، وغير قادر على الحركة، ما لم تعمل فيه نعمة الرب، فتحرك قلبه بالروح القدس، ليتوب، ويستيقظ من غفلته، وينال الشفاء من كل أمراضه.

 

ثانيًا: القدرة الإلهية

أليست هذه كلها تنطبق على "كورونا"؟! لكن هناك مع العلاجات الطبية أمورًا أخرى وأهم مثل:

1- الرب يسوع أثبت ألوهيته في هذه المعجزة، حينما أقام هذا المريض المشلول منذ 38 سنة، والذي أصبحت عظامه هشة، وأعصابه ميتة، وعضلاته ضامرة. كيف قام من شلل مرضه؟ وكيف حمل سريره؟ وكيف أخذ يمشي بقوة؟ هذا مستحيل عقليًا وطبيًا، ولكن ممكن إيمانيًا!! «هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟» (تك18: 14).

2- وهنا يعطي الرب يسوع الشفاء الشامل الذي يسري على كل مُكوِّنات الإنسان:

1- شفاء الروح: فهذا الرجل كان بعيدًا عن الله، وغالبًا كان شلله نابعًا عن خطية!! لكن الرب شفاه روحيًا، وعرَّفه بنفسه، ونصحه أن لا يعود للخطيئة، حتى لا يكون له أشرّ.

2- شفاء العقل: فهذا المرض يسمى ""GPI حيث يكون هناك نوع من الخلل العقلي، بالإضافة إلى الشلل الرباعي. ولكن الرب شفى عقل هذا الرجل، فبدأ يتعرف على الرب يسوع.

3- شفاء النفس: حيث عاش الرجل زمانًا طويلًا في مرارة نفس وتعاسة وندم، بسبب الخطيئة التي ارتكبها، والنتائج التي حصدها!. ومعروف أن السلام يهرب حينما تأتي الخطيئة.

4- شفاء الجسد: وبسرعة عجيبة، بينما كانت عضلاته قد ضمرت تمامًا من طول الرقاد، وعدم الاستخدام، كما وهنت عظامه تمامًا من سوء التغذية.. إلّا أن الرب شفاه سريعًا، ومشى، وحمل فراشه، وذهب إلى بيته.

5- الشفاء الاجتماعي: حيث عاد الرجل إلى بيته، وأصدقائه، وبدأ يرتاد الهيكل، ويُكوِّن علاقات اجتماعية جديدة وناضجة، وهي ثمرة لعمل الله الناجح في الإنسان. وهكذا كان الشفاء الشامل في حياة هذا المفلوج.

ليتنا نصلي جميعًا أن يرفع الرب عن العالم "وباء الكورونا".. ونحن نصلي في الصلوات الكنسية قائلين: "ارفع عن العالم الموت والغلاء والجلاء والوباء وسيف الأعداء".. تعالوا نصلي لننال النجاة والشفاء،،،



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx