اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4827 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

عن الغضب

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

27 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش

1) أنواعه:

(أ) غضب سليم: (وهو لأسباب مقدسة من أجل الحق، ولا تدخل فيه الذات)، ويكون بأسلوب سليم وليس بعصبية (أي بدون نرفزة)، ولا يكون بجهل ولا بسرعة.. مثل غضب الله على الخطية والشر.. حيث أنه لا يرضى عنهما. فيأخذ الغضب صورة العقوبة أو التهديد (مثل غضبه على سدوم وعمورة – وعلى قورح وداثان وأبيرام – وعلى أهل نينوى) «لأن غضب الله مُعلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» (رو1: 18). فليس معنى الوداعة أن لا ينفعل الإنسان إطلاقًا وألّا يحسم أي أمر... كذلك هذا الغضب السليم هو أن يغضب الإنسان على أخطائه وطباعه.. ويحاول تصحيحها..

(ب) غضب خاطئ: هو الغضب لأسباب شخصية أو لأمور مادية أو عالمية وليس لسبب مقدس.. وفيها يفقد الإنسان أعصابه ويخطئ.. فيها يشترك الصوت مع الأعصاب مع الملامح.. ويصل الموضوع إلى عدم مغفرة، وقسوة تصل إلى الضرب وإلى الاعتداء وإلى القتل أحيانًا.. فيه يقع الإنسان في الشتيمة والإهانة وخطايا اللسان والإدانة...

 

2) أسباب الغضب: ومنها:

(أ) الكرامة والذات: حيث يغضب الإنسان من أجل كرامته، فهو لا يحتمل نقدًا أو معارضة أو حتى نصحًا.. يحب أن يسير الكل على هواه.. يحب أن يتدخل في شئون غيره ويقيم نفسه وصيًا.

(ب) الإرهاق: قد يكون سبب الغضب الإرهاق الجسدي أو العصبي، ونتيجة الإرهاق لا يحتمل الإنسان نقاشًا أو إلحاحًا.

(ج) أسباب أخرى: إن سوء الظن أحيانًا يكون سببًا في عدم الاحتمال أو التسرع في الحكم دون فهم.. أو عدم البساطة.

 

3) علاج الغضب:

(أ) بالتواضع: قال أحد القديسين: "الإنسان المتواضع لا يُغضِب أحدًا ولا يَغضب من أحد"، لأنه يشعر أن خطاياه هي السبب في متاعبه وهجوم الناس عليه. المتضع يشعر أن الله بمحبته أحيانًا يجعل الناس تهاجمه لكي ما ينتبه لخطاياه، ويحاسب نفسه عليها ويتوب.

(ب) بعدم التسرع: كما قال الكتاب المقدس: «ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع، مُبطئًا في التكلُّم، مُبطئًا في الغضب، لأن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله» (يعقوب1: 19-20). علينا بالتأنّي والتمهُّل وفهم الموضوع جيدًا وسؤال أكثر من شخص.

(ج) بالحكمة: تعرف متى تتكلم ومتى تصمت؟ تعرف متى تنسحب من المناقشة ومتى تستمر؟ تعرف كيف تكسب الآخرين بالكلام اللطيف، بالهدايا، بمقابلة الإساءة بالإحسان، بالتفاهم الهادئ والعتاب الرقيق، بالتسامح والمغفرة، بطول البال وسعة الصدر، بعدم الضغط عليهم، بعدم عمل شيء يثيرهم، بهدوء الصوت والملامح والكلمات...


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx