اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

الله الشافي

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

10 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش

الشفاء من المرض يفرح قلب المريض وأسرته وكل أحبائه. وعلى قدر آلام المرض ومتاعبه الكثيرة، تكون فرحة الشفاء من الله مصدر الحياة، وباهتمام الأطباء وأطقم التمريض الذين يهتمون بالمرضى. ولقد كًرَّمَ السيد المسيح المرضى ومن يهتم بهم، حين نسمع ما قاله عن حساب الأبرار ومكافأتهم، إذ سيقول لهم: «كنتُ مريضًا فزرتموني» (مت25: 36)، وحين يسألونه متى رأيناك مريضًا فزرناك؟ يقول لهم: «كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم» (مت25: 40). في حين سيقول الرب الديّان لمن لم يهتموا بالمرضى «اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار المُعدّة لإبليس وملائكته...» (مت25: 41). ويقول ذهبي الفم: "يجب أن نخدمهم بإرادة صالحة من القلب، لأن الرب يقول لمن يفعل هذا: «إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يو12: 26)". ويعلّق القديس أغسطينوس فيقول: "يجب أن يعلم كل الخدام الصالحين بكل رتبهم، الذين يقدمون القدوة الصالحة والجهد في العطاء وراحة المتعبين، فيزيدوا جهدهم بقدر المُستطاع ليفوزوا بهذا الجزاء".. ويؤكد القديس بولس: «لأنَّ اللهَ ليس بظالِمٍ حتَّى يَنسَى عَمَلكُمْ وتَعَبَ المَحَبَّةِ الّتي أظهَرتُموها نَحوَ اسمِهِ، إذ قد خَدَمتُمُ القِدّيسينَ وتَخدِمونَهُمْ. ولكننا نَشتَهي أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنكُمْ يُظهِرُ هذا الِاجتِهادَ عَينَهُ ليَقينِ الرَّجاءِ إلَى النِّهايَةِ، لكَيْ لا تكونوا مُتَباطِئينَ بل مُتَمَثِّلينَ بالّذينَ بالإيمانِ والأناةِ يَرِثونَ المَواعيدَ» (عب6: 10-12). ويعلّق ذهبي الفم قائلًا: "الجهد البشري الذي يُغلَّف بالفضيلة، لأننا برجاء ننتظر، وننتظر شفاء من الأمراض وما يصاحبها من قلق أو يأس، لئلا يصير رجاؤنا باطلًا". ويدعونا القديس بطرس في رسالته الآولى عن الخدمة فيقول: «ليكن لكل واحد بحسب الموهبة التي أخذها، لنخدم بعضنا بعضًا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة» (1بط1: 10). ويؤيد القديس أغسطينوس هذه الدعوة للخدمة بقوله: "احتمال التعب لإسعاف المريض وخدمته أمر طبيعي وضروري لخدمة وإسعاف مَنْ يحتاج بسرور من أجل ضرورة الرحمة". وهذا ما رأيناه في خدمة السيد المسيح إذ شفى:

1- نازفة الدم بعد 12سنة أنفقت فيها كل ما لها على الأطباء، ولكن حين جاءت ولمست هُدب ثوب الرب بإيمانها، إذ قالت في نفسها: «إن مسستُ هدب ثوبه شفيت» (مت9: 20)، فالتفت السيد المسيح لها وقال: «ثقي يا ابنة إيمانكِ قد شفاكِ» (مت9: 22).

2- المخلع 38 سنة: وهذه صورة أخرى للمرض، وبعد انتظار 38 سنة بجوار بركة الماء، وحين قال له الرب: «قم احمل سريرك وامشِ». ربما يجد المريض مًنْ يُطعمه ويسقيه وينظّفه، لكن ربما لا يجد شفاءً إلّا من فم الله الذي يعطي الشفاء لمن يحتاجه بعمله العجيب. ويعلّق القديس أغسطينوس ويقول: "خدمة المريض هي ضمن ناموس المحبة، واحتمال المريض حتى يُشفى بنعمة الله".

3- المفلوج المُدلّى من السقف: وهذه صورة ثالثة للمرضى الذين حالتهم مستعصية، والتي من الصعب شفاؤها لولا تعاون أربعة من أصدقائه، إذ حملوه ودلّوه من السقف حيث كان الرب يسوع واقفًا وسط الجموع الذين ملأوا البيت، واستحال دخولهم من الباب، فقال له الرب: «مغفورة لك خطاياك»، ثم قال أيضًا: «لك أقول: قم واحمل سريرك وأذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل سريره وخرج قدام الكل» (مر2: 9-15).

الله قادر أن يقول كلمة ليبرأ الجميع، ويحفظ الكل من هذا الوباء الخطير جدًا...



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx