اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

حاجتنا إلى التسامح والمغفرة

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

10 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش

بمناسبة أسبوع الآلام، نود أن نتكلم عن التسامح والمغفرة...

أولًا: حاجتنا للتسامح:

(1) التسامح والمغفرة علاج للتعصب والكراهية. ونحن في هذا العالم الذي يسوده العنف والحقد والكراهية ومحاولات الإيذاء والسيطرة على الغير أو استغلالهم أو إذلالهم.. وسط كل هذا، نحن نحتاج إلى روح التسامح والمغفرة.

(2) التسامح والمغفرة هو سلوك تعلمناه من الرب يسوع الذي جال يصنع خيرًا على الأرض، وسامح وغفر للذين أساءوا إليه، حتى الذين صلبوه وأهانوه وجلدوه صلّى لأجلهم طالبًا من الآب لهم المغفرة «فقال يسوع: يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو23: 34).

(3) إن العنف لن يوقفه الفعل العنيف، فالنار لا تُطفَأ إلّا بالماء، هكذا العنف والكراهية لا تقف إلّا بالمحبة والحكمة والتسامح (ومن الدولة سيادة القانون).

(4) من أجل هذا علّمنا رب المجد قائلًا: «سمِعتُمْ أنَّهُ قيلَ: عَينٌ بعَينٍ وسِنٌّ بسِنٍّ. وأمّا أنا فأقولُ لكُمْ: لا تُقاوِموا الشَّرَّ، بل مَنْ لَطَمَكَ علَى خَدِّكَ الأيمَنِ فحَوِّلْ لهُ الآخَرَ أيضًا...» (مت5: 38-47).

(5) التسامح والمغفرة هي ثمرة المحبة التي تصبر على كل شيء وتحتمل كل شيء وتبذل من أجل الآخرين، ومن أجل خلاصهم وربح نفوسهم، ومن أجل سلام الإنسان الداخلي.

(6) الكراهية وباء ومرض يؤثر على من يعيش بها، وتجعله قلقًا لا يجد سلامًا، لا في علاقته مع الله ولا مع الناس ولا في داخله، فهو يحيا في صراع داخلي.

(7) ليس معنى التسامح ألّا نعاتب، أو نتغاضى عن حقوقنا في إحساس بالظلم أو الضعف، فالسيد المسيح له المجد عاتب من لطمه، والقديس بولس الرسول أصرّ على اعتذار الرومان له، ورفع دعواه إلى قيصر.

(8) التسامح والمغفرة فضيلة بها نمو، فنظل ننمو في المغفرة حتى نصل إلى غفران الله غير المحدود. فقد سأل القديس بطرس السيد المسيح قائلًا: هل إلى سبع مرات يخطئ أخي إليّ وأسامحه؟، فأجاب المخلص «لا! بل إلى سبعين مرة سبع مرات (أي عدد غير محدود)» (مت18: 21-35).

(9) ليتنا نتذكر كم مرة أخطأنا إلى الله وسامحنا وستر خطايانا وغفرها عندما رجعنا إليه.

(10) عدم المغفرة يجعلك سجينًا داخل نفسك ويؤذيك، كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "لا يقدر أحد أن يؤذيك إن لم تؤذِ نفسك". فستظل ممسوكًا ومُقيَّدًا بما تملّك على أفكارك وتصرفاتك وكلامك، إن تلك المشاعر السلبية تنخر في داخلك مثل سرطان سام..

ثانيًا: صفات التسامح:

1) من كل القلب، فلا نعود نذكر الإساءة مرة أخرى.

2) عن كل الأخطاء لا عن بعضها.

3) لكل الناس لا للأقارب والأحباب فقط.

ثالثًا: كيف أسامح؟

1) لا ترد الإساءة بالإساءة.

2) أعطِ وقتًا لتمرّ الأمور بسلام (مثلما نترك الماء في الكوب حتي تنزل الرواسب ويروق الماء).

3) تعلّم كيف تصلي لأجل من يسيء إليك تنفيذًا لوصية الرب (مت5: 44)، وعندما تنفذها تعطيك فرحًا وسلامًا، وعلى قدر التسامح على قدر السلام الذي يملأ قلبك.

4) علم أولادك بقدوتك وكلامك كيف يسامحون ويحترمون من يختلفون معهم ولا يسيئون لهم، ويمكن استخدام الثواب والعقاب لتثبيت هذه الفضيلة.

5) التواضع يجعلك تسامح بسهولة، فالمتواضع يحتمل، ولا يبحث عن كرامته خاصة مع أقرب الناس له، ويتغاضى عن الإساءات من الآخرين.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx