اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

يوم بوق وهتاف (صف16:1)

نيافة الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية

10 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش

كانت شريعة الأبواق إحدى شرائع أمثلة الأشياء التي في السموات التي استلمها موسى النبي من الرب نفسه. ففي الأصحاح العاشر من سفر العدد، أمر الرب موسى أن يصنع بوقيْن مسحولين من الفضة للمناداة. وعلّمه الرب أن الكهنة هم الذين يضربون بالأبواق، كما سلمه كوديْن أو شفرتين صوتيتين لاستعمال الأبواق. الشفرة الأولى هي الضرب بالبوق، وهي عبارة عن صوت طويل مستمر ينتج عن نفخ متواصل غير متقطع في البوق. والضرب كان يُستعمل في حالتين: مناداة الجماعة، الاحتفال في يوم الفرح والأعياد ورؤوس الشهور. والمناداة كانت إمّا على رؤوس ألوف إسرائيل بالضرب في بوق واحد، أو على كل الجماعة بالضرب في البوقين معًا. أمّا الشفرة الثانية فهي الهتاف بالبوق وهي عبارة عن صوت قصير متقطِّع متكرِّر، وهذا الصوت يُستعمل في حالتين: ارتحال الجماعة، وطلب النجدة من السماء في الحرب. فلو ضرب الكهنة هتافًا واحدًا بالأبواق ترتحل المحلات النازلة إلى الشرق، وإذا ضربوا هتافًا ثانيًا ترتحل المحلات النازلة إلى الجنوب. وبحسب الترجمة السبعينية ترتحل المحلات النازلة إلى الغرب إذا ضربوا هتافًا ثالثًا، والمحلات النازلة إلى الشمال إذا ضربوا هتافًا رابعًا. واستكمالًا لتلك الشريعة أمر الرب موسى أن يجعل اليوم الأول من الشهر السابع يوم عيد الأبواق حيث يكون عطلة تذكار هتاف البوق محفل مقدس (لا23: 42).

وتطور استعمال الأبواق فيما بعد حيث استخدم يشوع سبعة أبواق مصنوعة من قرون الكباش لإسقاط أسوار أريحا (يش6: 4)؛ أمّا جدعون فاستعمل 300 بوق في حربه ضد مديان (قض7: 22). وفي أيام سليمان كان عدد الكهنة النافخين في الأبواق في الهيكل 120 كاهنًا (2أخ5: 12).

ومن أبرز المواضع في العهد الجديد التي تتكلم عن الأبواق وصف المجيء الثاني للسيد المسيح: «فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح، من أقصاء السماوات إلى أقصائها» (مت24: 31)؛ «لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء» (1تس4: 16). وأيضًا وصف الأبواق السبعة في سفر الرؤيا في الأصحاحات 8-11، حيث أُعطِي السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله سبعة أبواق، لكي يبوِّق كل واحد منهم بدوره في بوقه معلنًا إنذارًا جديدًا من إنذارات الله في نهاية الأيام. والبوق السابع هو الأخير الذي يعلن أن ممالك العالم قد صارت لربنا، وأن مسيحه سيملك إلى الأبد (رؤ15: 11).

أما كلمة "صوته" المذكورة في يو5: 28-29 «لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة»، فهي في اليونانية "فونيه" أي صوت آلة موسيقية (تون)، وربما المقصود بها صوت البوق العظيم الذي يرسل ملائكته به عند مجيئه ليجمع مختاريه... (يتبع)



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx