اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

فرحة الكنيسة بملكها

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

10 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش

في دخول السيِّد المسيح إلى أورشليم كان الشعب يترنّم متهلِّلًا بقدوم ملك الملوك، العجيب في تواضعه، الراكب على جحش صغير، والذي جاء لكي يخلِّص شعبه من أثقال خطاياهم..!

وهو ما عبَّر عنه زكريا النبي قبل تجسُّد المسيح بخمسة قرون في نبوّته الجميلة حين قال: «ابتهجي جدًّا ياابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور وديع، وراكب على حمارٍ وجحش ابن أتان..» (زك9:9).

وهنا تظهر لنا أسباب فرح أبناء الملكوت بملكهم الداخل ليملك عليهم، فإنه:

1- ملك مُحِبّ.. يتنازل ويأتي إلينا بنفسه، ولا ينتظرنا لنأتي إليه، بل هو يعرف أنّنا عاجزون عن الوصول إليه بنفسنا، لذلك هو دائمًا صاحب المبادرة ويحضر إلينا حيثما نحن موجودون.. حتّى لو كُنّا في الحضيض، فهو مستعدّ أن ينزل إلى مستوى المذود وإلى القبر لكي يقيمنا ويرفعنا، لا يستنكف أو يتأفف من التلامُس مع جراحتنا المُصابة بعفونة الخطية لكي يبرئها ويُعيد لها ملامح الجمال الأولى..!

2- ملك عادل.. فهو قادر أن يرفع الظُّلم عن المنكسرين، ويقيم المسكين من التراب والبائس من المزبلة.. هو يطلب الضال ويستردّ المطرود، ويجبِّر الكسير ويعصب الجريح، ويبيد السمين والقوي، ويرعى غنمه بعدلٍ.. (حز34).. هو يرُدّ لنا حقوقنا المسلوبة التي اغتصبها مِنّا عدو الخير.. طهارتنا، قوّتنا، سلامنا، حرّيتنا، كرامتنا، إرادتنا.. هو الملك العادل الذي نحتمي فيه، وتحت جناحيه المبسوطين على الصليب نستظلّ ونبتهج (مز63)، وكما يقول المرتِّل في المزمور: «في وسط منكبيه يظللك، وتحت جناحيه تعتصم. عدله يحيط بك كالسلاح فلا تخشى من خوف الليل...» (مز91).

3- ملك منصور.. فهو قد جاء «غالبًا ولكي يغلب» (رؤ6).. ولكي يهب غلبته هذه لكلّ أعضاء ملكوته.. كلّ مَن يدخل في شركة معه ويثبت فيه ينال قوّة الغلبة به، ويهتف بتسابيح الغلبة والخلاص مع جميع السمائيين الغالبين..

إنّه ملك منصور أتى ليحارب عنّا حروبنا، ويهزم أقوى أعدائنا؛ الذي هو الموت الذي تسلَّط علينا تمامًا.. «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» (عب14:2-15).

4- ملك وديع ومتواضع.. وهذا أحد أهم أسرار جاذبيته، فهو لا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مُدَخّنة لا يطفئ.. لم يأتِ ليدين العالم بل ليخلِّص العالم.. تستريح النفس للقائه، فهو يضع نفسه في خدمتها ويشجِّعها على النهوض والسير في النور بعيدًا عن التخبُّط في ظلمات الشرّ.. الجميع لهم مكان في أحضانه الحانية، ولهم مكانة في اهتماماته، ولهم نصيب في نعمته الغنيّة..

هو يملك على القلوب بوداعته وتواضعه وليس بأي لون من الاستبداد أو التسلُّط، فنحن جميعًا نرتاح عندما نُمَلِّكه على قلوبنا، فيسكن فيها، وبروحه يحييها، وبنعمته يُغنيها، ومن مجده وكرامته يفيض عليها..!!

5- ملك وعريس لكل نفس.. فهو يقدِّم نفسه لنا كشريك حياة ندخل معه في عهد زيجة مُفرِح إلى الأبد.. ولعل هناك إشارات واضحة لذلك في عبارات "ابنة صهيون"، "بنت أورشليم".. "ابتهجي.. اهتفي.. ملكك" فالسيِّد المسيح يأتي كعريس مُفرِح يملأ على النفس حياتها، ويُشبِع كل احتياجاتها.. وبدونه تصير النفس كأرملة مهجورة غادرها الفرح وغابت عنها شمس البهجة..!!



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx