اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4824 أبريل 2020 - 16 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

البانطوكراتور الجالس على العرش

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

24 أبريل 2020 - 16 برموده 1736 ش

لأن البانطوكراتور ضابط الكل هو الذي وحده له عدم الموت، ساكن في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة والقدرة الأبدية (1تي6: 16). فدائمًا ما يحرص الفنان المسيحي على رسم المسيح البانطوكراتور جالسًا على العرش، فهو العظيم الأبدي والمسجود له من جميع القوات السمائية، ويخبرنا معلمنا داود النبى بقوله «وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل» (مز22: 3). والمصطلح "قدوس" لا يُطلق في الكتاب المقدس إلّا علي الله فقط، وقد رآه إشعياء النبي جالسًا على كرسي عال ومرتفع (إش6). وهو الوحيد الجنس، وليس غيره أقنوم الحكمة، عظيم المهابة الجالس على عرشه (سيراخ1: ٨). وأحيانًا يرسمه الفنان جالسًا على كرسيه وآتيًا وسط السحاب، وذلك بحسب ما جاء في إنجيلي متى ومرقس أنه سيأتي في المجيء الأخير على سحاب السماء ليصنع كل شيء جديدًا (رؤ21: ٥)، وستنظره كل عين، وأن المعاندين سيكتشفون حقيقته التي أوضحها سابقًا لشاول الطرسوسي أنه هو يسوع المسيح ابن الله الحي، «حينئذ يقولون للجبال اسقطي علينا، وللآكام غطينا من وجه الجالس علي العرش»، وقد أكّدها السيد المسيح في لوقا٢٣ ورؤيا٦، أن البانطوكراتور له السلطان المطلق، لأنه الجالس منذ القديم (مز٥٥)، والجالس إلى دهر الدهور (مز١٠٢)، وله القدرة المطلقة القادر على كل شيء.

ومن أهم معاني جلوسه هو تجسده، حيث «بالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرّر في الروح، تراءى لملائكة، كُرِز به بين الأمم، أُومِن به في العالم، رُفِع في المجد» (1تي3: 16).

ومعنى آخر أنه القاضي الذي يقضي ويحكم، الجالس على كرسيّ القضاء، وقضاؤه لا يُراجَع. الذي يذرّي بعينه كل شر (أم20: ٨)، وهو قد جاء إلي العالم لدينونة العالم كما قال «لدينونة أتيتُ أنا إلى هذا العالم» (يو9: 39)، وعند مجيئه سيجازي كل واحد حسب أعماله (رو2: 6).

وأحيانًا يضع الفنان المسيحي شبه الكرة الأرضية تحت أقدام المسيح، ليس لأنه هو الجالس على كرة الأرض فحسب (إش42)، ولكن لأنها موطئ قدميه، لأنه منذ البدء خلق السماء والأرض (تك١:١)، وهو الكلمة الذي خَلَق به كل الأشياء، ما يُرى وما لا يُرى. ويرسم الفنان المسيحي حول البانطوكراتور الأربعة كائنات الحيّة غير المتجسدين، حيث يسجدون له (رؤ19)، والسيد المسيح يمنعنا بالحلف بالسماء لأنها عرش الله ولا بالجالس عليه (مت23: ٢٢)، فهو الجالس على عرشه مهوبًا، وحافظًا عهده ورحمته لمحبيه.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx