اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4808 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

العُلِيَّة "1"

نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر

08 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش

بعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، ظهر لتلاميذه القديسين حوالي ثلاث مرات في العُلِيَّة. فما هي العُلِيَّة؟

العُلِيَّة هي حجرة منفردة مبنية على سطح البيت، وكانت عادة اليهود أن يبنوا أمثال هذه الحجرات العلوية لحياتهم التعبُّدية مثل المكان الذي نسمّيه الآن المذبح العائلي، وكان بولس الرسول يسميها "الكنيسة التي في بيتك".

ويخبرنا الكتاب المقدس عن عدد من العليّات مثل:

عُلِيَّة صهيون:

كانت في أعلى بيت مريم أم مار مرقس الإنجيلي، وهي أشهر عُلِيَّة، وحدثت فيها أحداث هامة كبيرة مثل:

1) الفصح:

لما جاء ميعاد الفصح قال التلاميذ للرب يسوع: أين تريد أن نعد الفصح؟ فأرسل اثنين من تلاميذه (بطرس ويوحنا) إلى مدينة أورشاليم، وقال لهما: ادخلا المدينة، فيلاقيكما إنسان حامل جرّة ماء (هو مرقس أحد السبعين)، اتبعاه، وحينما يدخل فقولا لرب البيت (وهو أرسطوبولس والد الشاب مرقس): المُعلم (الرب يسوع) يقول لك أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما عُلِيَّة كبيرة مفروشة مُعدَّة. هناك أَعِدّا لنا. فوجدا كما قال لهما فأعدا الفصح. (مرقس14: 14-16).

كانت مريم أم مرقس إحدى تلميذات المسيح اللاتي يخدمنه. وكان مرقس شابًا قويًا، أعدّ هو وأمه العُلِيَّة لاستقبال المسيح وتلاميذه، وهناك أكل الفصح مع تلاميذه، وبذلك ختم وأبطل طقوس وأعياد العهد القديم، ليبدأ طقوس العهد الجديد.

2) غسل الأرجل:

بدأ الرب يسوع يغسل أرجل تلاميذه في نفس العُلِيَّة، فخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماءً في مغسل وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحها بالمنشفة (يوحنا13: 4-5). وغسل الأرجل هنا يرمز للمعمودية، ثم غسل القلب بالتوبة قبل التقدم للتناول من الأسرار المقدسة.

3) تأسيس سر الشكر، الإفخارستيا، التناول:

أخذ الرب يسوع خبزًا (وليس فطيرًا)، وبارك وكسر وأعطى تلاميذه، وقال: «خذوا كلوا هذا هو جسدي...» ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم، وقال: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين...» (مرقس 14: 22-24).

4) وفي هذه العلية قال الرب خطابه الوداعي الرائع:

(يو13، 14، 15، 16)، وصلاته الشفاعية القوية (يو17)، ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون.

+ كتب مرقس الرسول كل هذه الأحداث في إنجيله وكان شاهد عيان عليها لأنها عُملت في عُلِيَّة منزله وفي حضوره.

+ وَصَف العُلِيَّة بأربعة أوصاف جميلة:

1-    عُلِيَّة: هكذا كل إنسان يرغب في التناول يجب أن تكون حياته الروحية عالية ومرتفعة عن الخطايا والشهوات.

2-    كبيرة: الذي يتناول يجب أن يكون قلبه كبيرًا متسعًا ومحبًا.

3-    مفروشة: الذي يتناول يجب أن يكون قلبه مفروشًا بالفضائل.

4-    مُعِدة: الذي يتناول يجب أن يكون قلبه مُعِدًا بالتوبة ومستعدًا بالنقاوة والطهارة.

(للحديث بقية...)


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx