اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4808 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

الترجمة الإيجابية للمشاعر الإنسانية (1) (٨ مايو)

دكتور رسمي عبد الملك

08 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش

في مناخ الاحتفالات باليوم العالمي للصليب/الهلال الأحمر (٨ مايو)، والذي يجيء في ظل معاناة الكون كله من وبأ فيروس "الكورونا" المستجد، الذي ألزم البشر كلهم في الالتزام بالحجر المنزلي والصحي، وأصبح الجميع في قلق وخوف من المجهول، واهتزت النفوس، واجتمع الشمل، والجميع في تواصل للتفاهم، ورغبة للتقارب معًا في وحدة إنسانية لم نشاهدها منذ زمن بعيد، أعاد لذاكرتي قول الرب لقايين: «أين أخوك؟!»، كذلك مَثَل السيد المسيح عن السامري الصالح، بالإضافة إلى شخصيتين تمكّنا من ترجمة إيجابية للمشاعر الإنسانية، وهما: هنري دونان ةالقديسة فيرينا.

1) صاحب الاحتفال العالمي بيوم ٨ مايو وهو "هنري دونان"، مؤسس حركة الصليب/الهلال الأحمر الدولي:

 

هذا الشاب السويسري، ساقته رحلته التجارية الى مدينة سولفرينو بإيطاليا، حيث كانت الحرب التي اصطدم فيها النمساويون والإيطاليون عام ١٨٥٩م، وكانت من أكثر المعارك الدموية في التاريخ. وعندما شاهد "دونان" الجرحى وهم مكدسون على الأرض، ويموتون ببطء متأثرين بآلام رهيبة، وكان من الممكن إنقاذهم لو تم إسعافهم في وقت مناسب، فلم يقف مكتوف اليدين، بل لم يسمح لمشاعره أن يعلوها التأثر وكفى، بل كان إيجابيًا، فقام بترجمة هذه الأحاسيس والمشاعر إلى أضخم مشروع انساني، وهو حماية الإنسان المخلوق على صورة الله، ورعايته والاهتمام به من كافة الجوانب، وحفظ كرامته، ونجدته من عذابات الجسد خاصة في أوقات الضيق من حروب وأسر وجرح، ووباء… الخ. وبدأ بإيجابية شديدة وجهد خارق، وتواصل مع كل من يستطيع أن يؤيد ويساند من ملوك ورؤساء، في وقت لا يتمتع بما نحن عليه الآن من سرعة الاتصالات! حيث نقل كل ما شاهده في كتابه تذكار سولفرينو، مطالِبًا المجتمع الدولي بإصدار اتفاقيات تؤكد على حق الانسان في حياة كريمة احترامًا لإنسانية الإنسان في كل مكان.. قصة طويلة من الجهد للاحتفال بهذه الحركة الإنسانية، نتج عنها:

+ إنشاء اللجنه الدولية للصليب الأحمر (حيث تم اعتماد الأرضية بيضاء والصليب أحمر، عكس العلم السويسري)، تقديرا لهذا الشاب السويسري صاحب هذه المبادرة الإنسانية، مع اعتبار يوم مولده (٨ مايو) هو اليوم العالمي للاحتفال بهذه الحركة التي تضم اليوم جميع دول العالم.

+ إصدار اتفاقيات جنيف الأربعة، والتي تشمل في جوهرها: أن هذه الحركة وليدة الرغبة في تقديم العون دون تمييز إلى الجرحى في ساحات القتال، والحدّ من المعاناة البشرية بكل ما نملك، أو تخفيفها في جميع الظروف، وحماية الصحة والحياة، وضمان احترام الكائن البشري، وتعزيز العيش المشترك بين البشر، والتعاون والمحبة، وصنع الخير لكل إنسان، والدعوة إلى السلام بين الجميع.

أليست هذه صورة من خَلَق الإنسان على صورته (كان يجول يصنع خيرًا للجميع)، فهل نتدرّب على ترجمة مشاعرنا الإنسانية وتحويلها إلى أفعال؟


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx