اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4808 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

لا تحمل الكوب طويلًا

سامح فوزي

08 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش

يُروى أن أستاذا في علم النفس كان يتحدث إلى تلاميذه بينما يحمل كوبًا صغيرًا في يديه. فجأة التفت إليهم، وسألهم: هل يعرف أحد ما وزن هذا الكوب؟ بدأ تلاميذه يسجلون توقعاتهم. ابتسم ثم قال لهم: ليس مهمًا وزن الكوب، ولكن المهم هو المدة التي يقضيها في يديك. فإذا حملته بضع دقائق ثم تركته لن تشعر بوزنه. وإذا مددت يديك، وأمسكت به لمدة ساعة سوف تشعر ببعض التعب، ولكن إن ظللت ليوم كامل تمسك به فإن يديك سوف يعتريها حتمًا ألم شديد، لن تخلص منه إلّا بإلقاء الكوب على الأرض. هكذا الحال مع الشعور بالتوتر. إذا غادر الشخصَ سريعًا لن يترك أثرًا في نفسيته، وإذا أمسك به لساعة سوف يشعر ببعض التعب، أمّا إذا ظل يحمله ليوم أو لأيام سوف يغمره الالم، ويتعب نفسيته، ولن يستريح إلّا إذا ألقى به بعيدًا عنه.

التوتر هو داء العصر. تتعدد أسبابه. قد يكون بسبب شعور الشخص بأن لديه مشكلة غير قابلة للحل، أو بسبب تراكم الأعباء عليه، أو بسبب إحساس الشخص بأن المجتمع حوله لا يسير في الاتجاه الصحيح، أو أن الآخرين ليسوا على مستوى التوقع في الإنجاز، وهو ما يُشعره بالتوتر الدائم خاصة إذا كان في موقع مسئولية.

هوِّن عليك. التوتر لن يحل مشكلة بل يضاعف منها. لن تغيّر المجتمع، أو تبدّل طبيعة الناس. عليك أن تلقي كوب "التوتر" سريعًا من يديك، لا تغريك خفة وزنه أحيانًا على الاحتفاظ به لفترة طويلة، لأنه سوف يزداد ثقلًا بمرور الوقت، وتعجز يداك عن حمله.

توقّع قليلًا من الناس، ضع ترتيبًا لأولويات النشاط والعمل، يجعلك تنتهي منها تباعًا، وبمجرد الانتهاء من أول بند في القائمة سوف تشعر بالراحة، والتشجع على مواصلة العمل. وأخيرًا ليست مشكلتك هي الوحيدة في الحياة، هناك آخرون يعانون أكثر مما تعاني، لا تعرفهم، أو لا تراهم من شدة الانغماس في مشكلتك الخاصة. ليست هناك مشكلة بلا حل، لكن التوتر يضفي مسحة من الكآبة والتذمر والغضب تمنع الشخص من التفكير الهادئ في الحلول. لن يحل التوتر مشكلة، أو يهدّئ من تأثيراتها، بل على العكس سوف يزيد من ثقلها على نفسية الشخص.

هناك بالتأكيد مواقف صعبة، بل مؤلمة، تأتي برياح التوتر المتربة على نفسية المرء، لا يجب الاستسلام لها، بل نفكر في الرجاء الدائم «ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم».



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx