اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4829 مايو 2020 - 21 بشنس 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

تحية.. وعطية

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

29 مايو 2020 - 21 بشنس 1736 ش

اليوم نستكمل باقي المبادئ والأسس التي وضعها الرب لتلاميذه:

تحية وعطية: علّم الرب تلاميذه أنهم حينما يدخلون أي بيت، فإن كان البيت مستحقًا يحلّ سلامهم عليه، ولكن إن لم يكن مستحقًا فيرجع سلامهم إليهم (مت10: 12-13). وهنا نعلم اهتمام الرب بالسلام، فهو ملك السلام ورئيس السلام. غير أن السلام ليس مجرد تحية تُلقى ولكنه عطية تُمنَح، وهذا واضح من «يحلّ سلامكم عليه»، وهذا ما لاحظناه أيضًا ف زيارة السيدة العذراء لأليصابات، فحينما سلّمت على أليصابات قالت أليصابات «فهوذا حين صار صوت سلامك في أذنيّ، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني» (لو1: 44)، هو عطية يمنحها إنسان يمتلئ قلبه بالسلام لإنسان آخر مستحق له. فما أجمل أن يحيا الإنسان في سلام، ويحاول أن يجعل غيره يحيا في سلام.

الاستقرار: أوصى الرب تلاميذه بالاستقرار قائلًا: «أيّة مدينة أو قرية دخلتموها، فافحصوا من فيها مستحق وأقيموا هناك حتى تخرجوا» (مت10: 11)، ولكن الاستقرار يأتي من الاستمرار. فأيّ مكان تستمر فيه ستكون مستقرًا فيه، وهكذا إن استمريت في الصلاة ستستقر فيها، وهكذا الاستمرار في الصوم والقراءة وحضور الاجتماعات والقداسات والاعترافات والتناول... إن الاستقرار هام جدا؛ فبدونه لا يوجد ثمر، وكما يقول بستان الرهبان: "النبتة كثيرة التنقُّل لا تثمر"، لذلك فإن كنت تود أن تثمر عليك بالاستقرار؛ فلا تتشتّت، ولا تنتقل من فكرة لفكرة، ومن موضوع لموضوع، ومن مكان لمكان، ومن شخص لشخص.. ولكن استمر تستقر تثمر.

حملان لا ذئاب: «ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام» (مت10: 16). ما هذا العجب؟! كيف تحيا الغنم وسط الذئاب؟! إن ذئبًا واحدًا كفيل بتشتيت الغنم.. ولكنها وصية إلهية أن تحيا كحَمَل، والرب قادر على حمايتك.. الذئب يحمي نقسه ويأخذ ما يريد، ولكنه منبوذ من الناس. أمّا الحمل فلا يحمي نفسه، ولا يستطيع أن يأخذ كل ما يريد، ولكنه محبوب من الناس. هو يضحّي بنفسه من أجلهم، ولكن.. كيف يحيا الحمل وسط الذئاب؟! إنه يحتاج إلى حكمة الحيات وبساطة الحمام، فبدون حكمة لا يمكن أن تقتني أيّة فضيلة ولا أن تنمو فيها أو تثمر، وبدون البساطة تتحول الحكمة إلى مكر وخبث ودهاء.. لذلك فكر جيدًا كيف تجدّد نفسك باستمرار، وكيف تحافظ على رأسك، وفي نفس الوقت كيف تحيا بسيطًا في روح جماعية وحب للكل ووداعة وسلام وتسبيح.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx