اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4829 مايو 2020 - 21 بشنس 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

قيامتنا كلنا!!

نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام

29 مايو 2020 - 21 بشنس 1736 ش

«ٱلَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لِأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.» (رو٤: ٢٥)

مع أن المسيح لم يكن ليستحق الموت؛ إذ إنه -له المجد- من جهة لاهوته، غير مائت، ومن جهة ناسوته، لا يستحق الموت. لأنه كان معصوما من الخطية، ولم يفعل خطية واحدة (1بطرس2: ٢٢)، ولذلك لم يكن ليستحق الموت، الذي هو عقوبة، وأجرة الخطية.

بيد أن المسيح -تدبيريًا- (من أجلنا) قبل الموت عنّا بإرادته، في جسده الخاص؛ ليخلصنا من الموت، والخطية، والفساد، وليرفع عن آدم ونسله العقوبة، محوِّلًا إيّاها خلاصًا، ولكي يبيد الموت الذي تسلط على آدم وكل البشر المولودين منه.

«فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ ٱلْأَوْلَادُ فِي ٱللَّحْمِ وَٱلدَّمِ ٱشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ ٱلَّذِينَ -خَوْفًا مِنَ ٱلْمَوْتِ- كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ ٱلْعُبُودِيَّةِ» (عب٢: ١٤-١٥).

وكما أن موت المسيح  لم يكن إلا موتًا من أجلنا، كذلك قيامته، وإن كان المسيح -له المجد- قد أنجزها في جسده الخاص، إلّا أنها لم تكن لأجله هو ذاته، بل هي لأجلنا نحن؛ فكل ما عمله المسيح بالجسد كان من أجلنا ولأجلنا.

لذلك ففي أوشية الإنجيل نقول للسيد المسيح: أنت هو حياتنا كلنا، وقيامتنا كلنا.

هذه القيامة محسوبة لنا نحن البشر في عدة مستويات.

١- قيامة الطبيعة البشرية العامة في المسيح

«وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ  بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أفسس٢: ٥-٦). التعبيرات هنا (أحيانا، أقامنا، أجلسنا)، بصيغة الفعل الماضي، تعبّر عن ما نالته الطبيعة البشرية العامة كلها، في المسيح يسوع ربنا بموته وقيامته.

وهذا ما تعلنه الليتورجيا القبطية: "ودفننا معه" (قسمة عيد القيامة)، "باركت طبيعتي فيك، أصعدت باكورتي إلى السماء..." (القداس.الغريغوري).

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "خلال الجسد (الذي أخذه)، الذي هو عربون خلاصنا، أجلسنا في السماويات. إنه أساس الكل، ورأس الكنيسة، فيه استحقت طبيعتنا العامة حسب الجسد أن تجلس في العرش السماوي، لقد كُرِّم الجسد، إذ وجد له نصيبًا في المسيح الذي هو الله، بل وكُرِّمت كل طبيعة الجنس البشري إذ وجدت لها نصيبًا في الجسد. نحن نجلس فيه بأخذه طبيعتنا الجسدية".

ويقول القديس أمبروسيوس: "إذًأ قيامة المسيح وجلوسه في السماويات كباكورة لنا، حُسِبا قيامة لنا وجلوسًا لنا معه في السماويات. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإننا ننعم بذلك حقًا خلال قيامة النفس من موت الخطية وتمتُّعها بعربون الحياة السماوية".

واضح إذًا، أن قيامتنا مع المسيح، هي أولا، قيامة الطبيعة البشرية عمومًا، وفي هذا المستوى لا تكون القيامة على المستوى الشخصي، الذي لا يتحقق فينا بدون المعمودية التي فيها ننتمي شخصيًا للمسيح، والإفخارستيا، والتوبة، و… ثم في القيامة العامة في اليوم الأخير، والجلوس مع المسيح في عرشه، وهذا هو مقال العدد القادم بإذن الله.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx