اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4812 يونيو 2020 - 5 بؤونه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

مواهب الروح القدس

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

12 يونيو 2020 - 5 بؤونه 1736 ش

نؤمن بالمواهب المتعددة للروح القدس لكل مَنْ له دور في الكنيسة المقدسة، مثل كلام الحكمة أو كلام العلم أو حتى الإيمان القوي وتمييز الأرواح والحكمة والتدبير الحسن لأمور الكنيسة المقدسة، لذلك يوصي القديس بولس الرسول: «جدوا في المواهب الحُسنى، وأيضًا أريكم طريقًا أفضل» (1كو12: 31). وكل عمل في الكنيسة يحتاج إلى قيادة الروح القدس للعمل الروحي والخدمي، فكل المؤمنين أعضاء في الكنيسة، ويشبّهها القديس بولس بالجسد الواحد الذي له أعضاء كثيرة «لأن كما أن الجسد واحد وله أعضاء كثيرة.. كذلك المسيح أيضًا لأننا جميعًا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسدٍ واحدٍ.. وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا» (1كو12:12-13). هذه الحقائق تجعلنا نجتهد في التعاون معًا لينجح العمل الكنسي، ونصل بالجميع إلى خلاص كل نفس، فكل الرتب الكنيسة حتى الشمامسة يُشترط فيهم «مشهودًا لهم ومملوئين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الخدمة» (أع6: 3)، وكانت النتيجة «كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا وجمهور كثير يطيعون الإيمان» (أع6: 7). وبذلك يتحقق ما جاء في المزمور: «عرّفني يارب طرقك.. علمني سُبلك، اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من ناموسك.. افتح شفتيّ فيخبر فمي بتسبيحك» (مز119، مز50). وبذلك يتمتع المؤمن بوصية الله ويصل لكمالها «لكل كمال رأيت منتهى أما وصاياك فواسعة جدًا» (مز119)، فيستمتع المؤمن بوصية الله، ولا يعتبرها قيودًا عليه بل يراها مجالًا للكمال المفرح الذي يُكلَّل بخلاص النفس وهكذا.. عكس الجاهل الذي قال في قلبه ليس إله وبالتالي يضمحل إيمانه ويهلك.

مما سبق يتضح أن مواهب الروح القدس ليست للتباهي أو التفاخر لكن للخدمة واقتداء النفس، كما رأينا في سير الشهداء والإيمان القوي والجرأة في المجاهرة بالفضيلة بالسيرة والكلمة، وشهادة الدم وليس فقط شهادة الفم، وأيضًا حسن السيرة والسريرة، والقدوة الحسنة. ومن الأمثلة التوضيحية بطرس الرسول الذي أنكر ثلاث مرات، شهد بالدم مصلوبًا منكس الرأس، وتوما الرسول الذي شك في القيامة، شهد بدمه بعد كرازة قوية في إقليم الهند.

حقًا «إن كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه» (يع1: 17-18). ومن المقاييس المهمة التي وضعها الكتاب المقدس لحرب الشر «لا يقل أحد إذا جُّرِّب أني أُجَرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مُجَرَّبْ بالشرور وهو لا يُجرِّب أحدًا، ولكن كل واحد يُجَرَّبُ إذا انجذب وانخدع من شهوته، ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كَمُلت تُنتج موتًا. لا تضلوا يا أخوتي الأحباء» (يع1: 13-16).

لاشك أن عمل الروح القدس في المؤمنين يقود مسيرة حياتهم بطريقة عملية، ليس في الخدمة فقط ولكن في كل خطوة يتخذونها في الخدمة وفي الحياة.

وأختم حديثي بما قاله القديس يعقوب: «لا تكونوا معلّمين كثيرين يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا» (يع3: 1-2). فالتعليم بالقدوة أفضل كثيرًا من التعليم بالكلمة، فدعونا نفعل الاثنين أن نقول حسنًا بإيمان صحيح وأعمال جيدة تمجد الله.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx