اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4812 يونيو 2020 - 5 بؤونه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

عناية.. ورعاية

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

12 يونيو 2020 - 5 بؤونه 1736 ش

لعل من أهم ما يساعد الإنسان على التركيز في الخدمة والعمل عمومًا هو ارتياح نفسيته، وإحساسه بأنه غير قَلِق على حياته أو حياة أسرته، وأن هناك من يرعاه ويعتني به.. وهذا ما فعله الرب مع تلاميذه.

+ الإمكانيات: لا يمكن أن يخدم أو يعمل الإنسان بدون إمكانيات، لذلك فقبل أن يرسل الرب تلاميذه زوّدهم بالإمكانيات التي تساعدهم في نجاح عملهم «ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف» (مت10: 1). لا شكّ أن هذه الإمكانيات الروحية تساعدهم في نجاح خدمتهم وتأييدها.. والتي معها رفض أن يكون هناك امكانيات مادية لكي يظلوا معتمدين عليه وحده وهو الذي يعولهم، وهذا يجعلهم غير قلقين على مأكل أو مشرب أو ملبس أو تكاليف مادية للخدمة.

+ المعونة: لقد طمأنهم الرب بأنه لن يتركهم يُحاكَمون دون أن يدافع عنهم، بل هو الذي سيتكلم نيابة عنهم من خلالـهم «فمتى سلّموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم» (مت10: 19-20). وهذا أيضًا يجعلهم مطمئنين لا يخافون من المواجهات والمحاكمات، واثقين أن الرب سيعطيهم كلمة وحكمة لا يستطيع جميع معانديهم أن يقاوموها أو يناقضوها، كما حدث مع الشهيد استفانوس حين كان يُحاكَم من خمسة مجامع، ومع ذلك قيل «ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به» (أع6: 10).

+ العناية: لكي يعطيهم الرب الثقة الكاملة في عنايته بهم قال لهم: «أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منهما لايسقط على الأرض بدون أبيكم؟ وأما أنتم فحتى جميع شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة» (مت10: 29-31). إن كان العصفور الذي لا قيمة له في نظر الناس، الرب لا ينساه، ولا يمكن أن يسقط إلا بإذن الرب، فكم يكون الإنسان المخلوق على صورته ومثاله، وكم يكون بالأحرى الإنسان الذي يخدم الرب ويتعب لأجله.. وإن كان الرب يحصي شعور رؤوسنا ولا يمكن أن تسقط شعرة إلّا بإذنه، فكم يهتم ويعتني بنا. إننا يجب ألّا نضطرب ونقلق وكل هذه العناية موجودة. فلنقل مع داود النبي «وإن سرتُ في وادي ظلّ الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي» (مز23: 4).

+ الأجرة: ولكي يعطيهم أيضا ثقة في أن تعبهم لا يضيع قال لهم: «ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره» (مت10: 42). حتى كأس الماء البارد الذي لم يُبذَل فيه أيّ مجهود، لا يضيع أجره، فكم يكون التعب من أجل الرب لن يضيع أجره.. فلنتعب ونحن واثقون أن كل تعب من أجل الرب له أجره.. رغم أن الرب هو الذي يعطي الثمر ونحن نقوم فقط بالغرس أو السقي، ولكن مع ذلك لن يضيع الأجر «إذًا ليس الغارس شيئًا ولا الساقي، بل الله الذي ينمي. والغارس والساقي هما واحد ولكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه» (1كو3: 7-8). إذًا فلنتعب ونحن واثقون في أجرة التعب.. ولكن الأجمل أن نتعب من أجل الرب حبًا فيه وليس حبًا في أجرة سنأخذها منه.. فالأجرة هي تمتُّعنا بالتعب من أجله.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx