اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4826 يونيو 2020 - 19 بؤونه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

مثلث الرحمات نيافة الأنبا رويس السراج المنيّر والأسقف الروحاني

الأستاذ جرجس إبراهيم صالح

26 يونيو 2020 - 19 بؤونه 1736 ش

ودّعنا إلى المجد وسط أفراح القيامة، أسقفًا روحيًا، وقديسًا ناسكًا، هو مثلث الرحمات نيافة الأنبا رويس الأسقف العام. لينضم إلى السمائيين في تسابيحهم احتفالًا بالقيامة، وليسبح مع الأربعة والعشرين قسيسًا: «أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقتَ كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخُلِقت» (رؤيا٤: ١١)، وليسبح مع المائة والأربعة والأربعين ألفًا البتوليين: «هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب، هؤلاء اُشتُروا من بين الناس باكورة لله وللخروف، وفي أفواههم لم يوجد غش، لأنهم بلا عيب قدام عرش الله» (رؤيا ١٤: ٤، ٥).

لقد كان هذا الأسقف الروحاني، والذي افتخر بأنه كان أبي في الاعتراف منذ منتصف الستينات، منذ أن كان الراهب متياس السرياني، وعاينته عن قُربـ وأستطيع ان أقول عن نيافته:

١- نيافة الأنبا رويس الأسقف الناسك:

لقد كنت ابنه في الاعتراف منذ منتصف الستينات، ورأيت فيه الراهب الناسك الذي يهرب من المجد الباطل. وحينما كنت أذهب إليه للاعتراف أجد نفسي ليس أمام سكرتير للقديس البابا كيرلس السادس، أو المشرف الروحي بالكلية الإكليريكية اللاهوتية، بل أمام راهب ناسك يغرس فينا محبة الفضيلة والارتباط بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والارتباط بالكتاب المقدس كمنهج للحياة. كم من قداسات في كنيسة السيدة العذراء بقصرية الريحان، واحتفالات بأسبوع الآلام قبل وبعد أسقفيته حضرتها مع نيافته، لكن طيلة هذه السنوات لم يتغير كراهب ناسك روحاني.

٢- نيافة الأنبا رويس الزاهد في المناصب:

أتذكر حينما هرب من الأسقفية، حينما رُشِّح ليكون أسقفا لدمياط ودير القديسة دميانة، ولكنه هرب للدير واختفى وذهب لديره، ديرالسيدة العذراء "السريان"، ولم يكن يقابل إلّا القليلين جدًا منهم الراهب القمص شنوده السرياني (المتنيح الأنبا يؤانس)، ورتّب نيافته لي أن ألتقي به. وكنّا نلتقي مساء في حديقة الدير، ويتوارى لو سمعنا صوت أحد، لأنه لم يرد أن يلتقي بأحد هروبًا من المجد الباطل، وغرس فينا أن نهرب من المجد الباطل.

٣- نيافة الأنبا رويس ومحبته للقديسين:

كان نيافة الانبا رويس مُحبًا للقديسين، خاصة الشهيد أبي سيفين، والكل يعرف ارتباط نيافته بدير الشهيد أبي سيفين للراهبات وتماف إيريني الرئيسة السابقة للدير. وكذلك ارتباطه ومحبته للقديس الأنبا رويس، وكنّا نصلّي قداسًا في أحد الشعانين مع نيافته وذلك في الكنيسة الأثرية المجاورة للكاتدرائية، محبة في شفيعه الذي تسمّى باسمه.

٤- الواعظ الروحاني المتميز:

عرفته واعظًا متميزًا روحانيًا، كم من مرة دعاه مثلث الرحمات نيافة الانبا يؤانس أسقف الغربية وهو الراهب متياس السرياني، ثم بعد سيامته أسقفًا، ليكلم الخدام بمحافظة الغربية، وبمدينتي طنطا والمحلة الكبرى. وكان لعظاته لمسات روحية عميقة، تأثر بها الكثيرون.

٥- نيافة الأنبا رويس الأسقف المحب:

أتذكر محبته لجميع الآباء الأساقفة، وكان له فضل الاتصال والترتيب لإجراء عملية القلب لمثلث الرحمات نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية. فحينما تكلمت معه عن الحالة الصحية لنيافة الأنبا يؤانس، قال لي في عام ١٩٨٥: "سوف أسافر للندن وأرتب له موعدًا مع الأستاذ الدكتور مجدي يعقوب"، وفعلًا اتصل من لندن وقال إنه رتّب موعدًا، وسافر بعدها نيافة الأنبا يؤانس وأجرى عملية القلب، وكان نيافة الأنبا رويس في استقباله عند عودته، وفي تواضع قبّل يد نيافة الأنبا يؤانس فرحًا بعودته.

وفي ختام هذا الشريط الطويل من الذكريات أقول لنيافته: سيدنا الحبيب نيافة الأنبا رويس وداعًا إلى المجد. اذكرنا أمام عرش النعمة في تسابيحك وصلواتك.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx