اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4807 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

كما يشتاق الإيل (مزمور 42) (2)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

07 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش

نستكمل في هذا المقال تأملنا في المزمور الثاني والأربعين...

هذِهِ أذكُرُها فأسكُبُ نَفسي علَيَّ: هذا هو رد فعل الإنسان الروحي تجاه الآلام وتعييرات الآخرين. أنا أتذكر تعيير العدو (الشيطان) لي، ولا أدع آلامي تلهيني، ولا تجعلني أتذمّر على الرب، بل أتخلّى عن ذاتي، ولا تصير نفسي ثمينة عندي، ولا أترك محبتي لذاتي تجعلني أضطرب، بل أتذكر ضعفاتي وخطاياي، وأقول لنفسي إنني مستحق للآلام، وأقدم توبة عن كل ضعفاتي، فتتحول آلامي إلى سبب للقائي مع الرب والتعزية به.

لماذا أنتِ مُنحَنيَةٌ يا نَفسي؟ ولِماذا تئنّينَ فيَّ؟ ارتَجي اللهَ، لأنّي بَعدُ أحمَدُهُ، لأجلِ خَلاصِ وجهِهِ: والإنسان الروحي لا يترك ذاته في أحضان الآلام بلا رجاء، بل موضوع رجائه الدائم هو أن الرب لا بد أن يخلّص، وبهذا يفرح ويبتهج. وبقدر ما يعايش الإنسان آلامًا شديدة جدًا ويحتملها بصبر ورجاء، بقدر ما يعترف مَنْ حولنا أننا أبناء الله،، فتحت الصليب اعترف قائد المئة الأممي عن يسوع «حقًا كان هذا ابن الله» (مت27: 54).

يا إلهي، نَفسي مُنحَنيَةٌ فيَّ، لذلكَ أذكُرُكَ مِنْ أرضِ الأُردُنِّ وجِبالِ حَرمونَ: الأردن يرمز للولادة الجديدة والمعمودية التي فيها نصير أولاد لله. وجبل حرمون يرمز إلى الاتضاع. وبهذان الأمران يستطيع الإنسان أن يعبر كل ضيقة بثقته أنه ابن لله وباتضاعه.

كُلُّ تيّاراتِكَ ولُجَجِكَ طَمَتْ علَيَّ. بالنَّهارِ يوصي الرَّبُّ رَحمَتَهُ، وباللَّيلِ تسبيحُهُ عِندي صَلاةٌ لإلهِ حَياتي: كل أمواج العالم وضيقاته ستعجّ فوق رأسك يومًا ما، فالآلام لا تتوقف، وهذه هي طبيعة الحياة، لكن كن واثقًا أن رحمة الله لن تتركك بحسب وعده، وليكن شكرك وصلاتك هما عونك أن تَعبر كل ضيق.

أقولُ للهِ صَخرَتي: «لماذا نَسيتَني؟ لماذا أذهَبُ حَزينًا مِنْ مُضايَقَةِ العَدوِّ؟»: وهذه الكلمات تشرح علاقة الحب بين الإنسان والله.. فيمكنك أن تحدّث الله عن آلامك، وتعاتبه «إلى متى يا رب تنساني؟»، ولكن في كل ذلك لا تفقد رجاءك.

ترَجَّيِ اللهَ، لأنّي بَعدُ أحمَدُهُ: الحل في كل ضيقاتك وآلامك هو الشكر، والرجاء أن رحمة الرب لا تتركك. في طريق حياتك هناك تيارت ولجج، هناك دموع في النهار وعار في الليل.. ولكن لا تركز على ذاتك، بل بالشكر والرجاء وتذكُّر إحسانات الرب وأعماله في حياتك. وعلى مدى التاريخ، وفي صفحات الكتاب المقدس، تستطيع أن تَعبُر كل آلامك وتحتفظ بشوق الله في قلبك.

يبدأ المزمور بالشوق إلى الله وينتهي بالشكر، ويحكي لنا كيف يمكن للإنسان الروحي أن يحوّل كل ما يواجهه من آلام في حياته إلى موضوع شكر...

ليكن المزمور موضوعًا لصلاتك الدائمة، واطلب دومًا: اجعلني يا رب أشتاق إليك وأشكرك لكيما أتمتع بك وسط كل ضيقات الحياة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx