اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4807 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

ملاحظــات لغويـة على القــراءات الليتـورجيَّـة (2)

القمص تادرس دانيال كاهن كنيسة العذراء بالجلاوية – إيبارشية إخميم

07 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش

في المزمور الخمسين الذي نصلي به يوميًا في مقدمة صلوات السواعي )الأجبية( نقرأ هذه العبارة : "لك وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَك صَنَعْتُ" (مز٥٠: ٤-حسب السبعينية)، والصحيح "إليك وحدك..." وليس "لك وحدك"، كما فعلت الترجمات العربية: فاندايك، واليسوعيون، والعربية المشتركة، والحياة، وترجمات أخرى... حيث استخدمت هذه الترجمات" إليك" بدلًا من "لك"، فجاءت الصياغة فيها هكذ:

+ "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت"(فاندايك).

+ "إليك وحدك خطئت... " (الآباء اليسوعيين).

+ "إليك وحدك خطئت..." (العربية المشتركة).

+ "أخطأت إليك وحدك..." (الحياة).

فما الفرق بين "لك" و"إليك"؟

مع أن "لك" تتركّب من "اللام" وهي حرف جر، وضمير المُخاطَب"الكاف"، وتتركّب" إليك" أيضًا، من حرف الجر "إلى" وكاف الخطاب، وكلٌّ منهما شِبه جملة. بيد أن لكلا الحرفين معناه الخاص الذي يرتبط باستخدامه، فالحرف "إلى" يفيد كما جاء في المراجع اللغوية الانتهاء إلى الغاية، مكانيًا، أو زمانيًا، أو معنويًا، كما أنه يأتي بمعنى نحوك.

وفي هذا الإطار جاء في الترجمات العربية، مثــل:

+ فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ مُسْرِعًا وَقَالَ: أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمَا وَإِلَيْكُمَا (خر١٠: ١٦)

+ فَأَجَابَ عَخَانُ يَشُوعَ وَقَالَ: «حَقًّا إِنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ» (يش٧: ٢٠)

+ يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ (مز٤١: ٤)

+ فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ» (٢صم١٢: ١٣)

+ أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ (لو١٥: 18)

+ أَنِّي مَا أَخْطَأْتُ بِشَيْءٍ، لاَ إِلَى نَامُوسِ الْيَهُودِ وَلاَ إِلَى الْهَيْكَلِ وَلاَ إِلَى قَيْصَر (أع٢٥: ٨)

أمّا حرف اللام فله معان كثيرة، أهمها:

١) الاختصاص، مثل قول الكتاب: «الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ» (1تي٦: ١٦).

٢) الاستحقاق، مثل: «لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ» (مز٦٥: ١).

٣) الملك، مثل: «وَقَالَ لِسَارَةَ: إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُ أَخَاكِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ. هَا هُوَ لَكِ غِطَاءُ عَيْنٍ...» (تك٢٠: ١٦).

٤) التمليك، مثل: «لاَ يَا سَيِّدِي، اسْمَعْنِي. اَلْحَقْلُ وَهَبْتُكَ إِيَّاهُ، وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ لَكَ وَهَبْتُهَا» (تك٢٣: ١١).

وهناك معان فرعية للام الجارّة ذُكِرت كلها في كتاب "الجنى الداني في حروف المعاني، صنعة الحسن بن قاسم المرادي" بلغت الأربعة والعشرين، بيد أن المعنى الأصلي لها هو "الاختصاص"، ويتفرع عنه الاستحقاق والملك والتمليك... الخ.

وهاكم بعض الأمثلة من الكتاب المقدس توضح معناها:

+ شَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ... (تك٣ :١٨)

+ لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي (تث٥: ٧)

+ وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ (نح٩: ٦)

+ اُدْعُ الآنَ. فَهَلْ لَكَ مِنْ مُجِيبٍ؟ (أي٥: ١)

+ لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ... (مز٢٠: ١)

+ ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ (مت٩: ٢)

+... بَلْ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ (رو٩: ٧)

هــذا، وتجدر الإشارة إلى أن "لك" وردت في الكتاب المقدس، نحو سبعمئة وإحدى وعشرين مرة، جاءت في إطار المعاني المشار إليها آنفا.

لذلك لايجوز أن نقول: "لك وحدك أخطأت..." لأن هذا يعني أننا نخطئ لصالح  الله، ومن ثَمّ لزم التصحيح.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx