اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4804 سبتمبر 2020 - 29 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

بمناسبة انتقاله إلى الفردوس - القمص لوقا سيداروس الإنجيل الحيّ

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

04 سبتمبر 2020 - 29 مسرى 1736 ش

+ عندما تنكسر قارورة الطّيب، فإنّ رائحتها تفوح في كلّ الأرجاء، هكذا عندما فاضت روح أبينا الحبيب القمص لوقا سيداروس، فإنّ رائحة سيرته العطِرة قد ملأت كلّ المسكونة..!

+ أمينٌ هو الله دائمًا في إعداده للإنسان، لكي يتمتّع بميراث الملكوت.. فهو يقود خطواتِه في كلّ مراحل عمره.. يُعَلِّمه وينقّيه ويُجَمِّله بالفضائل، ويزيّنه كعروس مقدّسة، تكون مستحقّة للعُرس السماوي.. هذا ما نراه دائمًا في حياة الأبرار والقدّيسين، الذين يتميّزون بأنّهم يسلّمون حياتهم لطاعة الوصيّة الإلهيّة بإخلاص.. وهو ما حدث مع أبينا القمّص لوقا الذي قادته النعمة الإلهيّة طوال حياته، وفي الختام زيّنه الروح بإكاليل الآلام والاحتمال وصليب المرض.. فصار كعروسٍ نقيّة، طالعة من البرّيّة، مستندة على حبيبها، معطَّرة بالمُرّ واللبان وكلّ أذِرَّة التاجر.. (نش8: 5، 3: 6).

+ أبونا لوقا هو ثمرة لذيذة من ثمار خدمة أبينا القمّص بيشوي كامل.. فقد تذوّق محبّة المسيح على يديه، عندما حضر للإسكندريّة في صيف 1964م، وقت تعيينه معيدًا في كليّة الهندسة.. بدأ وعيه الروحي ينفتح على الله، وأحبّ الصلاة بعمق، وكان يذوب فيها.. ومدّ جذورًا عميقة في الإنجيل، يقرأ يوميًّا لساعاتٍ طويلة ويشبع ويتأمّل ويحفظ.. حتّى أنّه في أقل من ثلاث سنوات كان هذا الشّاب المغترب قد صار كاهنًا ثالثًا في كنيسة مارجرجس سبورتنج، وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره..!

+ استمرّت تلمذته لقدس أبينا بيشوي طول العمر، مع تأثّره وتلمذته أيضًا للعديد من الآباء العمالقة، الذين وجّهه إليهم أبونا بيشوي، مثل البابا كيرلس السادس، والقمّص ميخائيل إبراهيم، والقمّص متّى المسكين.. كما تتلمذ على ليتورجيّات الكنيسة فصار كاهنًا كنسيًّا بامتياز..

+ كان أبونا لوقا يتمتّع بشخصيّة قويّة جدًّا، مميَّزة بالثبات والاستقامة، والشجاعة في الشهادة للحقّ وفي مواجهة المصاعب.. مع ذهنيّة جبّارة مستنيرة بنور الكلمة، وذاكرة قويّة جدًّا.. كما كان موهوبًا بروح الدُعابة والمَرَح، بلا هَزْل، فكانت هذه وسيلة لتنمية المحبّة في مناخ الكنيسة.

+ كانت محبّة ربّنا يسوع ومحبّة التراث الكنسي تملك على كيانه، فكان شديد التركيز على شخص المسيح، ولسان حاله أنّ "الحاجة إلى واحد".. بينما ينزعج من كثرة الأنشطة والتشتيت، أو أيّ تغيير يراه حادثًا في الكنيسة..!

+ تميّز أيضًا بالإيمان العميق، والاتكال على الله في كلّ أعماله؛ فهو الذي يَرعَى ويحمِي ويُشبِع ويسند، ويُدَبِّر كلّ الأمور.. لذلك كان أبونا رجلَ صلاةٍ من الطراز الأول، ويَندُر أن يخلو حديثه من إشارة ولو بسيطة لمخدع الصلاة وأهمّيّته..

+ كانت كلماته في أيّ مناسبة، دائمًا مركّزة، وفي صميم الموضوع to the point.. وفي عظاته يبني على ما هو موجود عند السامعين، وينطلق من الواقع، إلى ما يليق بأولاد الله.. كما اهتمّ بالكتابة؛ سواء التأملات الإنجيليّة، أو كتابة المذكّرات الرعويّة بمنظور روحي، وبأسلوب لغوي بديع..

+ كان واعظًا قديرًا، وله أسلوب فريد في الوعظ، فهو لا يجلس مُطْلَقًا، ولا يُحَضِّر أيّ كلمة مكتوبة في ورق، بل يختزن الفكرة أو الأفكار التي سيتكلّم عنها، ثمّ يعطي الفرصة للروح القدس أن يقود لسانه وألفاظه.. وكانت عظاته مُشَبَّعة بالآيات، التي كان ينطقها ويكرّرها بمنتهى القوّة.. وفي كثير من الأحيان يُنهي العظة بآية تظلّ ترنّ في أذن السامع، ربّما لسنوات..!

بركة صلاته تكون معنا جميعًا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx