اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4818 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

المجيء الثاني

نيافة الأنبا موسى

18 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش

في الاحتفال ببداية عام قبطي جديد نتذكر المجيء الثاني، وهذه بعض أبعاده:

1- رؤيا مستقبلية: فالمؤمن وضع كنزه في السماء، وهو يرى الملكوت بعين الرجاء، بل يحس بـ«ملكوت اللهِ دَاخِلَكُمْ» (لو17: 21). ولذلك فهو يفكر ويتحرك وينشغل ويجاهد على هذا الأساس: أن هناك حياة أبدية يجب أن تكون شغله الشاغل، وألّا تشغله أمور الأرض عن أمور السماء.

2- توبة متجدّدة: فالإنسان الذي يجهّز نفسه للسماء، يجب أن تتغيّر طبيعته إلى صورة سكان السماء. لهذا يعلمنا الرسول بطرس قائلًا: «بِمَا أَنَّ هَذِهِ (الأرضيات) كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَي أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ» (2بط3: 11).

3- الثبات في الرب: فالمؤمن ألقى بمرساة "هلب - هلبيس - رجاء" حياته في أورشليم السمائية على الشاطئ الآخر، وثباتها هناك. ممسكًا بالحياة الأبدية، وثابتًا في المسيح، إلى أن يصل بسفينة حياته إلى بَرّ الأمان. لهذا يناشد معلمنا يوحنا: «أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ» (1يو2: 28).

4- الكرازة بموت الرب وقيامته: فالمؤمن موجود في العالم لهذا الهدف، «كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ» (1كو11: 26). فالخدمة رسالة حياة المؤمن، وهي التي تعطي لوجوده معنى «أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ» (في1: 24)، «الحياة في الجسد، هي لي ثمر عملي» (في1: 22).

يوم الرب:

والكنيسة إذ تثق أنه «كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ. لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: سَلاَمٌ وَأَمَانٌ، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ» (1تس5: 2)، لهذا فهي تدعونا أن نسهر الليل «كأَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ» (1تس5:5)، حتى لا نُفاجَأ بظهور الرب، بل نكون مستعدين قلبيًا لهذا اليوم المجيد.

إن يوم المجيء الثاني سيكون يومًا مشهودًا، فيه صنفان من الناس:

+ صنف «يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: اُسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفَ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ» (رؤ6: 16، 17).

+ وصنف آخر يقولون: «آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ» (رؤ22: 20)، وهم يعزفون على قيثارات التوبة والمحبة والفرح!!

تُرى.. من أي نوع ستكونين يا نفسي؟!




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx