اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4818 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

الوداعة

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

18 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش

كلمة الوداعة تُستخدم للأشخاص أو الأشياء التي بها صفة الهدوء، وتُستخدم للكلمات التي تهدّئ من الغضب والغيظ والحقد في هذه الحياة. كذلك تُستخدم في هدوء التصرف والتعامل مع الآخرين ومحاولة اقناعهم. كذلك تُستخدم لوصف السمات التي يجب أن تتسم بها أيّة مناقشة حين يتم الإجابة على الأسئلة المطروحة. كذلك تُطلَق على قبول المصائب بهدوء.. والكتاب المقدس وصف الزوجة الصالحة «إن كان في لسانها رحمة ووداعة، فليس رَجلها كسائر بني البشر» (سي36: 25).

هي الطريقة والأسلوب التي يجب أن يجاوب به الإنسان أصدقاءه «أمل أذنك إلى المسكين، وأجبه برفق ووداعة» (سي4: 8)، «يا ابني اقضِ أعمالك بالوداعة فيحبك الإنسان الصالح» (سي3: 19)؛ فالكلمة تفيد الاحترام والمجاملة لكل الناس من كل الرتب والدرجات، وهذه هي أساس حقوق الإنسان.

هي عكس الكبرياء «نقض الرب عروش السلاطين (المتكبرين) وأجلس الودعاء مكانهم» (سي10: 17)، «ينجّي البائس في ذُلّه (وداعته)، ويفتح آذانهم في الضيق» (أي36: 15)، «الرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار الى الأرض» (مز147: 6).

وفي العهد القديم تُطلَق على الإنسان حين يكون له شركة خاصة مع الله، وعندئذ يعلن الله له أسراره «يدرّب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه» (مز25: 9).

إن الإنسان الوديع يرتفع ويرث الأرض «أما الودعاء فيرثون الأرض» (مز37: 11)، «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض» (مت5:5).

ارتباط الوداعة بالفضائل الأخرى:

1.       الوداعة ترتبط بالمحبة: «ماذا تريدون: أبعصا آتي إليكم، أم بالمحبة وروح الوداعة؟» (1كو4: 21).

2.       الوداعة والحلم: «ثم أطلب اليكم بوداعة المسيح وحلمه» (2كو10: 1).

3.       الوداعة والتواضع: «فأطلب اليكم.. أن تسلكوا.. بكل تواضع ووداعة» (أف4: 1، 2)، «فالبسوا كمختاري الله.. تواضعًا ووداعة» (كو3: 12)، «تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب» (مت11: 29).

من مفاهيم الوداعة ايضًا:

1- أنها تتناقص مع القسوة في العقاب (راجع 1كو4: 21).

2- تتعارض مع روح القتال وروح الخصام والحرب «ولأ يطعنوا في أحد، ويكونوا غير مخاصمين، حلماء، مظهرين كل وداعة لجميع الناس» (تي3: 2).

3- هي روح التعليم «اقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم» (يع1: 21)، فلابد للتعلُّم من روح الوداعة والاتضاع.

4- وحتى مع التأديب وإصلاح أخطاء الآخرين من خلال الوداعة «أيها الإخوة إن انسبق إنسان فأُخِذ في زلّة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة» (غلا6: 1).

روح الوداعة تجعل الإصلاح والنصيحة مقبولين، ورجاءً ليس يأسًا.

5- الوداعة هي الروح التي يجب أن نتعامل بها مع الذين يقاوموننا «مؤدِّبًا بالوداعة المقاومين عسى أن يعطيهم الله توبة» (2تي2: 25)، إن الوداعة تفعل ما لا تستطيع أن تفعله القوة والضرب.

6- الوداعة هي روح الشهادة المسيحية «مستعدين لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف» (1بط3: 15)، الشهادة المسيحية يجب أن تكون مملوءة بالوداعة.

7- الوداعة هي الروح التي يجب ان تسود وتنتشر في كل الحياة المسيحية «من هو حكيم وعالم بينكم فليُرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة» (يع3: 13).

أخيرًا الوداعة هي القدرة على احتمال الإهانة والتوبيخ، وعدم التحرك نحو الانتقام من الغير أو الإثارة بالغضب، وهي التحرُّر من الغيظ والسخط، واقتناء الهدوء والرزانة، فالإنسان الوديع هو الإنسان المعندل بين القسوة والخنوع، وكذلك هو الانسان المعتدل بين الغضب وعدم الإحساس.. الإنسان الوديع لديه القدرة على ضبط النفس، والسيطرة على الطاقة الغضبية الموجودة في البشر، يتعامل مع كل الناس بلطف، وإن أدّب يكون بلا غيظ أو حقد، وإن ناقش يكون بدون تعصب.

وإن كان ذلك صعبًا.. فالوداعة ثمرة من ثمار الروح، فلنطلب من الله أن يمنحنا روح الوداعة... آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx