اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4818 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

تاريخ تدوين وتسجيل الألحان القبطية منذ القرن السابع عشر الميلادي وإلى الآن (الحلقة 3)

دكتور/ ميشيل بديع عبد الملك رئيس قسم الموسيقى والألحان بمعهد الدراسات القبطية

18 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش

في "المجلد رقم 20" من كتاب "وصف مصر" (La description de l`Egypte) الذي دونه أحد علماء الحملة الفرنسية على مصر Edme-François Jomard (1777-1862) وتم نشره في باريس في الفترة من 1809–1826، والذي وضعه مجموعة من العلماء الذين وفدوا إلى مصر مع الحملة الفرنسية بقيادة "نابليون بونابرت" (1798–1801). كان أحد أعضاء هذه الحملة التي كان يقودها نابليون في مصر على سفينته الرئيسية التي تدعى "المشرق"، أحد العلماء الفرنسيين المتخصصين في علم "موسيقى الشعوب" Guillaume-Andre Villoteau والذي تولى مهمة تسجيل أوجه الحياة المتعددة في مصر في ذلك الوقت. وقد خصّص في كتاب "وصف مصر" بحثًا حول الموسيقى الشعبية بصفة عامة في العديد من المناطق الريفية والمدنية، كما اهتم بدراسة الموسيقى العربية، بالإضافة إلى موسيقى الجماعات المتعددة التي وُجِدت في مصر في ذلك الوقت كاليونانيين والأرمن والإيرانيين والسريان واليهود، وخصص فصلًا مختصرًا عن الموسيقى القبطية يتكون من خمس صفحات بعنوان "حول موسيقى الأقباط" (De la Musique des Qotes). وقد حضر العديد من الصلوات في الكنائس القبطية حتى يكوّن رأيه الشخصي فيما استمع إليه من ألحان كنسية. وللأسف لم يهتم بالتعمق في مفهوم القوالب الموسيقية للحن القبطي، والتي تختلف تمامًا عن موسيقى الألحان الجريجوري للكنيسة الكاثوليكية والموسيقى الغربية بصفة عامة، لذلك كانت له نظرة نقدية قاسية حول الموسيقى القبطية، فجاءت كتاباته –بحسب رأيه الشخصي- عن الأقباط وموسيقاهم في الغالب بمثابة رثاء لحالهم لفقدانهم الأصول الموسيقية والتقاليد المصرية القديمة والتي حدثت على يد الأقباط بسبب اللا مبالاة وإهمال تراثهم، فضلًا عن النقد اللاذع الذي وصف به طبيعة اللحن القبطي الهادئة، والتي وصفها بـ"المملة"! ولكنه لم يدرك الجانب النسكي الذي يتحلى به اللحن القبطي من خلال الهدوء والثبات في الأداء. كما اعتبر موسيقى اللحن القبطي أنها "وضيعة"، وقدم وصفًا للموسيقى القبطية بأوصاف لا يجب أن تُقال من متخصص في مجال الموسيقى بصفة عامة، واعتبرها أنها "مملة ومُضجرة"، وأنها "ليست ذات أهمية تُذكر"! ولكي يبرّر تثبيطه و"الغثيان" –بحسب تعبيره– الذي سببته له الموسيقى القبطية، قام بتدوين جزء من لحن "الليلويا" الذي يُقال في بدء تسبحة نصف الليل خلال شهر كيهك والصوم الأربعيني المقدس نقلًا عن أحد مرتلي الكنيسة المعلقة بمصر القديمة. بالإضافة إلى ذلك فقد خصّص في بحثه وصفًا للآلات المُستخدمة في صلوات الكنيسة القبطية مثل الدف والناقوس. وكانت رؤيته الخاصة أن هذه الآلات تُستخدم في الكنيسة ليست لمصاحبة الألحان الكنسية كآلات إيقاع، بل لتحديد أقسام متعددة في الصلوات الليتورجيا.

بعد مرور ما يقرب من خمسين عامًا من النظرة النقدية لـVilloteau  حول الموسيقى القبطية، أصدرEdward Lane عام 1860 كتابًا بعنوان "وصف لأسلوب الحياة والعادات في مصر الحديثة"، حيث خصص 25 صفحة للكتابة عن الأقباط من حيث أصولهم وتاريخهم وممارساتهم الدينية، وبعض الملاحظات حول الموسيقى القبطية، ولكنها لم تكن لها قيمة موسيقية تُذكر.

وفي عام 1864 أصدر العالم في مجال "موسيقى الشعوب" Carl Engel كتابًا بعنوان "موسيقى غالبية الشعوب القديمة،" ضمّنه دراسة شاملة عن الموسيقى القبطية، ولكن كانت لديه قليل من المعلومات حول موسيقى اللحن القبطي، وكل ما قدمه كان بعض الفقرات المقتبسة من كل من Edward Lane ومن تدوين لحن "الليلويا" المأخوذ من التدوين الخاطئ لـ Villoteau. (يتبع)




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx