اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4802 أكتوبر 2020 - 22 توت 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 37-38

اخر عدد

الطفل عتيق الأيام

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

02 أكتوبر 2020 - 22 توت 1737 ش

كن مدققًا معي في نظرك للطفل يسوع المسيح في حضن أمه، فهو ليس طفلًا عاديًا فحسب، ولكن تحوي صورته لمسات هامة بريشة الفنان، تؤكد ألوهيته. لاحظ معي خصلة الشعر البيضاء في رأسه ليؤكد أنه عتيق الأيام، أي أنه منذ الأزل، «مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» (مي5: 2)، وكما قال لليهود: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» (يو8: 58). لعل الفنان قد تأثر بقول القديس يعقوب السروجي: "عتيق الأيام والعظيم داخل البطن جنينًا بينما هو غير محدود، وبذلك صارت مريم أعظم من السموات واستضاءت بنوره"؛ ولِمَ لا؟! فقد جسّد الفنان شخصية السيد المسيح كإله متأنس، حيث هو أقنوم الكلمة المتجسد، من خلال سر عظيم. وبغض النظر عن أنه كان جنينًا في بطن أمه، أو طفلًا تحمله، أو رجلًا يجول يصنع خيرًا، فمقاصده منذ القديم أمانة وصدق. لقد ذهب خيال الفنان المسيحي مع قول مار أفرام السرياني مفريان الكنيسة السريانية: "مريم حملت الطفل الصامت الذي فيه تختفي كل الألسنة. مع أنه العالي حبًا وحقًا، إلّا أنه رضع اللبن من مريم، هذا الذي كل الخليقة ترضع من صلاحه. عندما كان يرتمي على صدر أمه، كانت الخليقة كلها ترتمي في أحضانه. كرضيع كان صامتًا، لكن كانت الخليقة كلها تنفّذ أمره".. لذا نري الطفل يسوع في حضن أمه هادئًا صامتًا، حيث لاهوته يعمل في الخليقة كلها.

وعندما يرى الناظر، السيدة العذراء تحتضن ابنها كلية، لأنه هو الابن الوحيد، الذي في حضن أبيه منذ الأزل هو خبّر، أي تجسد، لذا أصبح في حضن أمه، كابن لها بلا شك بالجسد. وها هو يلبس رداءً أحمر، كمثل ثوب أمه، لأنه تجسد منها وتأنس. وملابسه الفخيمة تعلن عن أنه الملك الذي «سيجلس على كرسي داود أبيه ولا يكون لملكه نهاية» (لو1: 32)، لأن مملكته ليست من هذا العالم.

ولكن لم يفت الفنان أن يكتب حول هالة الطفل بالحروف اليونانية، أو القبطية: "يسوع المسيح ابن الله"، وداخل أجنحة صليب الهالة كَتَب الحروف الدالّة عن شخصه: الألفا والأوميجا والأو، أي الألف والياء والكائن. ونراه يمسك الكتاب المقدس بيده اليسرى لأنه قال عن نفسه: «انا من البدء ما أكلّمكم أيضا به» (يو8: 25)، أي أنه صاحب وصايا العهد القديم، وصاحب وصايا العهد الجديد أيضًا. ويبارك بيده اليمنى، بحركة أصابعه، الدالّة على وحدانية الثالوث، أو وحدانيته مع الآب، أو عن ذاته أنه المخلص.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx