اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4816 أكتوبر 2020 - 8 بابه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

حياة التكريس.. المُكرَّس والقانون الروحي (1)

نيافة الأنبا موسي الأسقف العام للشباب

16 أكتوبر 2020 - 8 بابه 1737 ش

حياة التكريس معناها "التخصيص"، أي أن يجعل الإنسان من نفسه مسكنًا للمسيح له المجد، وكلمة تكريس = consecrated أي أنه خصّص نفسه لله، والكلمة حرفيًا تعني "عزل نفسه عن الناس، ليكون مسكنًا للرب".

ونفس الكلمة تُستخدم لسر "الميرون" المقدس و"الكهنوت"، أي أن يعزل الإنسان نفسه عن العالم وكل ما فيه، ليصير "إناءً" مخصّصًا لسكنى المسيح. وبعد أن يصير مدشنًا هكذا، يحيا على هذا الأساس: "أنا لست لنفسي بل للمسيح" ولكي يستمر "مُكرَّسًا" يجب أن يكون له نظام حياة خاصة، نسميه "القانون الروحي للمُكرَّس«فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ.. لْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ» (1كو23:14-40).

يتكلم معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس (1كو15) عن الترتيب والنظام.. فمن أهم المقومات في الحياة الروحية للإنسان المؤمن العادي، أن يكون له نظام في حياته. وإن لم يوجد له نظام يدخل في مخاطر كثيرة .. وهذا ما يسميه الآباء "القانون الروحي".

والكنيسة عندما تطبّق هذا القانون في حياة الإنسان المؤمن، وبالأولى المُكرَّس، فهي إنما تقصد الاستفادة من بركات كثيرة، يحصل عليها الإنسان حين يكون له "قانون روحي"، فما هي هذه البركات؟

بركات القانون الروحي :

أولًا: يعطي تماسكًا في الحياة :

بمعنى أن الإنسان يكون له نظام في القراءة والصلاة في الصباح، وبعد الظهر، وفي الليل، وهكذا.. والإنسان عندما يوجد عنده نظام روحي في حياته، يكون له نوع من التماسك، وضوابط لا تجعله يتكاسل.. لأنه حينما يترك نفسه حسب هواه، حتمًا سيغلبه الجسد، والجسد ليس معناه الحِسّيات أو الخطيئة، بل الكسل في الجهاد الروحي، وفي الصلاة، والميطانيات، والقراءة، والأصوام.. وهكذا.

الإنسان إذا لم يضبط الجسد "حواسه" باستمرار، يضيع منه الوقت، فينتهي اليوم ولا يتواصل مع الرب، في أي شيء إيجابي وبنّاء.. واليوم يتبعه يومان، ثم يستمر بعده ربما إلى شهور!.. وهكذا.

ولذلك جاءت كلمة الآباء الشهيرة في البستان لمن لم يعرف كيف يجد نفسه، ولا يعرف أن يصلي، فيخرج يلفّ في شوارع الدير.. يقول له: "ارهن ظهرك بحائط القلاية، والقلاية تعلمك كل شيء"، أي اهدأ.. لأن بالهدوء يستعيد الإنسان قوته ونشاطه، كما قال الكتاب: «بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ» (إش30: 15). فالقانون الروحي له بركات: التماسك.. الحد الأدنى.. والمحبة والشركة.. ثم تأتي بركة الشبع.

ثانيًا: بركة الشبع:

فأيّ إنسان إذا كان أكله قليلًا يَضعُف.. ولكن عندما يكون له نظام، يحدث نوع من الشبع. حتى المريض إن كان فاقد الشهية يغصب نفسه.. فمن الضروري أن يأكل، بحسب تعليمات الطبيب.

هذه بركة القانون الروحي، إذ يجد نفسه أمامه وجبة، عليه أن يأخذها. فالقانون يعطي شبعًا روحيًا في حياة الإنسان.. لأنه لو ترك نفسه لا يأكل (الأكل والغذاء الروحي).

القانون الروحي وجبة مشبعة في حياة الإنسان، وإن لم يوجد نظام، سيجد نفسه بعد وقت يسير، هزيلًا ومريضًا، لا ينتظم في أي شيء سواء: الصلاة.. أو القراءة الكتابية، والروحية..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx