اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4816 أكتوبر 2020 - 8 بابه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

كيف نشهد للمسيح؟

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

16 أكتوبر 2020 - 8 بابه 1737 ش

1. نشهد بالكلام:

من فضلة القلب يتكلم اللسان. نعترف بالمسيح ربًا وإلهًا ومخلصًا وفاديًا، كما اعترف به القديس بطرس الرسول «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ» (مر8: 29)، «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ» (يو6: 68). وكما شهد عنه يوحنا المعمدان «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (يو1: 29)..

والرب قال: «فكل من يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت10: 32).

2. نشهد بالأعمال والسلوك:

الكلام سهل، ولكن المهم العمل والتنفيذ، لأنه قال: «يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت5: 16). «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ» (مت5: 14) فنأخذ من النور الحقيقى وننير للناس، مثلما يفعل القمر مع الشمس. «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ» (مت5: 13).. ويقول القديس بولس الرسول: «أَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أف2: 10).. نشهد للمسيح في سلوكنا، في أعمالنا، في تعاملاتنا، في ملابسنا، في احتفالاتنا...

3. نشهد للمسيح بطهارة سلوكنا:

نذكر يوسف العفيف وكيف كان عبدا مملوكًا لسيدة، ولكنه رفض طاعتها لكي لا يُغضب الله، وأطاع الله حتى لو عوقب بالسجن.. وكذلك كثير من القديسين:

(1) قصة شاب في عصر الإمبراطور ديسيوس (249-251) حاول أحد الولاة أن يثنيه عن إيمانه ففشل، ففكر أن يسقطه في الخطية، فربطه بالحبال وأدخل إليه امرأة شريرة، وإذ خاف على طهارته قطع لسانه بأسنانه وبصقه ومعه سيل من الدماء في وجهها.. فهربت.

(2) القديسة بوتامينا العفيفة التي استحلفت الوالي برأس الإمبراطور ألّا يجرّدوها من ملابسها، فأنزلوها في القار المغلى بملابسها.

(3) الشهيدة فيرونيا (749م) وخدعة الزيت الذي لا تؤثر فيه السيوف.

4. نشهد بأرواحنا ودمائنا وحياتنا:

كما فعل الشهداء الذين قال عنهم الكتاب المقدس إنهم «لم يُحّبوا حياتهم حتى الموت» (رؤ12: 11)، لأن السيد المسيح له المجد يقول: «مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (مت10: 37-39). وقال القديس إغناطيوس أسقف إنطاكية لأولاده: "لا أعتقد أنني أحب سيدنا يسوع المسيح دون أن يُسفَك دمي لأجله". وكتب قبل استشهاده لمسيحيي روما رسالة قال فيها: "أطلب إليكم ألّا تظهروا لي عطفًا في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعامًا للوحوش الضارية كي بواسطتها أبلغ إلى الله. إنني خبز الله، فاتركوني أُطحَن بأنياب الوحوش لتصير قبرًا لي، ولا تترك من جسدي شيئًا حتى لا أُتعِب أحدًا، فعندما لا يعود العالم يراني أكون بالحقيقة قد صرتُ تلميذًا للمسيح.. صلوا لأجلي حتى أُعَد بهذه الطريقة لأصير ذبيحة الله".

هكذا قابل آباؤنا الموت، وهكذا قدموا الشهادة حيّة ومحيية، ونحن حين نتأمل حياتهم نشعر بغيرة وحماس قائلين "هل من الممكن أن نصير شهداء؟".. وهنا يجيبنا الآباء القديسون: "كان الاستشهاد في العصور الأولى بالصمود أمام الأباطرة، ولكن بعد عصر الاستشهاد ظلّ الاستشهاد موجودًا لأننا نواجه الشياطين التي كانت تحرّك الأباطرة، ومواجهتنا لا من خلال أشخاص، ولكن مواجهة مباشرة".

احتمال الضيقات والآلام والمتاعب بفرح وشكر كل ذلك يُعتبر استشهادًا، والقديس موسى الأسود يقول: "من يحتمل ظلمًا من أجل الرب يُعتبَر شهيدًا".




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx