اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4830 أكتوبر 2020 - 20 بابه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

الخدمة في فكر الآباء

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

30 أكتوبر 2020 - 20 بابه 1737 ش

الخدمة عمل إلهي من خلال نفوس أمينة تحب الله وتبذل نفسها في الخدمة، ولها تقدير كبير أمام الله، بدأها الرسل مستلمين من الرب يسوع مبادئها السمائية، ولها تقدير كبير جدًا عند الله، ويقول القديس يوحنا الدرجي: "التقرُّب بنفس واحدة إلى الله بالتوبة، أفضل عند الله من جميع القرابين، إذ ليس في العالم عند الله أغلى من النفس البشرية، لأن كل ما في العالم يزول إلا النفس البشرية لأن لها حياة أبدية لا تزول". وينظر الله لمن يخدم نظرة محبة كبيرة جدًا، لأنه إن كان الذي يخلّص أحدًا من الموت الجسدي يستحق مكافأة عظيمة فكم بالأحرى مَنْ يخلص نفسًا من الموت الأبدي ويقودها إلى المجد الأبدي حتى لا تخسره؟!"

صعوبة الخدمة: في مدى تسلُّط الخطية على مَنْ يسقط فيها، وعلى الخادم أن ينقذ كل نفس من خطيئتها. وكذلك صعوبة الوصية ومدى حروب العالم والشيطان لمقاومة الحياة مع الله، وذهبي الفم يقول: "شعب إسرائيل اشتهى الثوم وهو يأكل المنّ السماوي، وطلب العودة إلى مصر بعد أن انعتق من العبودية".. وهذا يصوّر مدى انجذاب الإنسان للخطية التي تحارب النفس بالشهوات، أضف إلى ذلك أهمية حياة التعفُّف والصوم والخشوع والدموع والمطانيات، وتحمل الشدائد والإهانات والاضطهادات.. كل ذلك يجعل الطريق ضيقًا، لذلك نحتاج في الخدمة إلى:

1- حكمة الله: وليس الحكمة البشرية، لذلك اختار الله ضعفاء العالم ليخزي بهم الأقوياء والحكماء في أعين أنفسهم، ويقول القديس بولس: «لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن ليست حكمة من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون، بل نتكلم بحكمه الله في سرٍ الحكمة المكتومة التي سبق الله فعيّنها قبل الدهور لمجدنا»، كما كانت حياة الرسل التي تحمل قوة الصليب، لذلك كانت نتائج خدمتهم فوق الطبيعة لأن مرجعها القوة الإلهية التي صنعت المعجزات.

2- القدوة: لأن الذي يعظ بالكلام لا بالأعمال يقدم النفوس باليد الواحدة، ويؤخرها باليد الأخرى، فبواحدة يبني وبالأخرى يهدم، لذلك وبّخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين وقال لهم: «الويل لكم...»، لأنهم يجولون البر والبحر ليكسبوا دخيلًا واحدًا فيصيّرونه ابنًا لجهنم أكثر منهم مضاعفًا (مت23). والقدوة مهمة لأنها تُنجي من العثرة بمعنى أنها تكشف قيمة الفضيلة وتأثيرها وجاذبيتها لمن يرى يد الله في حياة الخادم قبل كلماته، فقد قال الرب: «من ثمارهم تعرفونهم.. فلا تقدر شجرة جيده أن تصنع ثمرًا رديئًا.. ولا شجرة رديئة أن تصنع ثمرًا جيدًا، فمن الثمرة تُعرف الشجرة».

3- عدم اليأس من خلاص أحد: فرجاء الخادم يجعله يحب الله، ويصلي لأجل خلاص كل نفس، لأنه لا ييأس من مراحم الله وقدرته على تغيير النفس البشرية، فما حدث مع اللص اليمين والعشار والخاطئات اللائي تُبْنَ وصرن قديسات، وما حدث مع أغسطينوس وموس الأسود ومريم المصرية والسامرية وزكا رئيس العشارين ومتى وغيرهم كثيرون... ويقول ذهبي الفم: "إن بولس الرسول لم يكن ييأس من خلاص أحد حتى الذين رجموه بالحجارة وضربوه بالعصي، متمنيًا للجميع نوال الملكوت". الخدمة بقدر الاستطاعة في كل المجالات تساعد الكثيرين لكي يخلصوا من نير العالم وشر الخطية، ولا شك أن الآباء أثروا الخدمة بفكرهم الروحي..

وسنكمل حديثنا في المقال القادم بإذن الله،




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx