اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4813 نوفمبر 2020 - 4 هاتور 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

أسوار أريحا والجهاد الروحي (1)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

13 نوفمبر 2020 - 4 هاتور 1737 ش

يذكر الكتاب المقدس في الأصحاح السادس من سفر يشوع قصة دخول الشعب إلى مدينة أريحا. وتُعتبر أريحا هي أول مدينة في أرض الموعد، وكان على يشوع وهو يقود الشعب أن يدخلها، وقد أمر الرب يشوع أن يحمل الكهنة تابوت العهد، ويدوروا مع الشعب حول المدينة لمدة ستة أيام، وفي اليوم السابع يدوروا حولها سبع مرات، ويضرب الكهنه بالبوق وبعد ذلك يهتف الشعب بصوت الهتاف، وحينئذ تسقط الأسوار.. وفي هذه القصة لنا العديد من نقاط التأمل نذكر منها..

الاهتمام بدور الإنسان في الجهاد: رقم 6 في الكتاب المقدس يرمز إلى كمال الحياة، والستة أيام تشير إلى حياتنا كلها، وكأنها رسالة الرب: إن كنتم تريدون أن تنتصروا على أريحا (التى ترمز إلى الشر) وأن ان تعيشوا حياة النصرة، يجب ان تكون حياتكم عملًا وجهادًا. لماذا يا رب سبعة أيام، وفي اليوم السابع سبع مرات؟ وكأن الرب يجيب: لكي يبذلوا جهدًا، ويشعروا أنه بدون جهادهم لا يستطيعون أن ينتصروا.

الإيمان بعمل الله ومعونته: كانت أريحا مدينة مُقفَلة، لذلك كانت تحتاج إلى معونه خاصة من الله، وكما كان لا بد أن تسند الشعب قوة إلهية لكي ينتصروا على أريحا، فقد أوصى الرب يشوع أن يدور الشعب حول الأسوار سبع مرات، ثم يهتفوا، وبقوة الرب تسقط أسوار المدينة، وعن هذا قال معلمنا بولس الرسول: «بالإيمان سقطت أسوار أريحا» (عب11: 30). كان الرب يؤكد لهم أن انتصارهم ليس بسبب قوتهم وليس بسبب جهادهم فقط، لكنه وحده هو الذي يستطيع أن يُسقِط أسوار أريحا، وهو أيضًا الذي يستطيع أن يحرّرك ويعطيك النصرة على كل حروب العدو.

التوبة والجهاد ضد الضعفات: يذكر الكتاب المقدس أن ملك أريحا وسكانها كانوا جبابرة بأس، وهذه كانت إشارة إلى الضعفات والخطايا التي تملك فى حياة الإنسان؛ هكذا حياتنا الروحية، فنحن نحتاج في حياتنا الشخصية أن يساعدنا الرب ليمكِّننا أن ننتصر على الضعفات التي نواجهها.

استمرار الجهاد الروحي: في القصة كان على الشعب الدوران لعدة مرات حول الأسوار، وهذا يشير إلى جدّية الجهاد، فلا يأمن الإنسان لنفسه ويسمح لها بالاسترخاء الروحي، فالعدو يستطيع أن يسقطه فى خطايا كثيرة. والله يحذّرنا: اِحذر الرخاوة والكسل والتراخي الروحي، فقد نتكلّ على الجهد الذي بذلناه ستة أيام ونكتفى بذلك، ونستريح فى اليوم السابع؛ وهذا ما قد يحدث معنا بعد فترات الأصوام والجهاد الروحي.

جدّية الجهاد وضبط الذات: أمر الرب للشعب بالدوران عدّة مرّات حول الأسوار يشير إلى الأمور التي يجب علينا أن نصنعها لكي نثبت جدّيتنا في الجهاد ضد الخطية والشر، إن كانت صداقة ردية، أو وقت فراغ نقضيه بطريقة ردية... فيجب على الإنسان أن يضبط نفسه كما قال الرسول: «أقمع جسدي وأستعبده» (1كو9: 27)، فلا بدّ للإنسان أن يكون له عمل يعلن جديته في الجهاد.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx