تحدثنا في العدد الماضي عن بركات القانون الروحي للمكرس، وذكرنا منها:
- أولًا: التكريس يعطي تماسكًا في الحياة.
- ثانيًا: ويفرّحنا ببركة الشبع، وهو أيضًا يعطينا المزيد من البركات مثل:
ثالثًا: بركة السلام الداخلي
1- القانون الروحي يعطيني فرصة لألتقي بالمسيح، وهذا يملأني بالسلام. فمِن المسيح –رب المجد- آخذ سلامي الذي يكفيني فترة، إلى حين مقابلته مرة ثانية. وقبل أن يعمل العالم على تفتيت هذا السلام واستنزافه، أجد نفسي أجلس مرة أخرى مع المسيح، لآخذ مزيدًا من السلام الذي يكفيني لفترة أخرى.. وهكذا.
2- ولذلك فإن الإنسان المنتظم في حياته الروحية.. يكون له فرصة جيدة ليجلس مع المسيح: ويسلم له همومه إن كان هناك ما يشغله. وكذلك يسلم له خطاياه، فيخرج من بين أيدي المسيح آخذًا سلامًا، وصفاءً، وهدوءًا نفسيًا يكفيه لفترة أخرى. إلى أن يتقابل مرة أخرى مع السيد المسيح لمزيد من الشركة. ولكن عندما لا يكون الإنسان مُنظَّمًا روحيًا يخرج متوترًا، فيبدأ في الخلاف مع الآخرين.
3- فإن كان يصلي مثلًا: صلاة باكر، والغروب، والنوم: كل هذا يعطي سلامًا يكفي لحين ملاقاته ووقوفه أمام الله، ليتجدد سلامه.
وهذا يعمل سلامًا ثلاثيًا:
أ- بيني وبين الله. ب- وبيني وبين نفسي. ج- وبيني وبين الآخرين الذين أتعامل معهم.
رابعًا: بركة النمو
قال الكتاب المقدس: «انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا» (2بط3: 18). فعندما ينتظم الشخص ينتج.. بمعنى أنه إذا انتظم في قراءة الكتاب.. كأن يقرأ إصحاحًا في العهد الجديد، وثلاثة إصحاحات في العهد القديم كل يوم، فسينتهي بعد قراءة الكتاب المقدس مرة كل سنة، لكنه لو ترك نفسه بطريقة غير منظمة، فإنه لا ينتج، ولا ينمو.. وهذا هو النمو في المعرفة.
- ولكن النمو في المعرفة يزداد بأن يقرأ كتبًا. وإن انتظم في أنه يقرأ كل أسبوع كتابًا، بمعدل كل شهر أربعة كتب، إذًا سيقرأ في السنة 50 كتابًا تقريبًا.. وهذه معرفة ممتازة.
- وإن كان كتابًا كبيرًا، يقسمه على أسبوعين أو ثلاثة، فعندما يكون الإنسان منظمًا فعلًا، فينتظم في القراءة ينجز، فيجد نفسه في أربعة سنوات لديه حصيلة جيدة (تقريبًا 200 كتاب)! لكن لو ترك نفسه بدون نظام لن يقرأ إلا القليل، ولن ينمو في النعمة ولا المعرفة.
هذه هي الأربعة بركات التي تجعل الكنيسة تصر على أن يكون الشخص له نظام روحي في حياته.. فإن كانت هذه هي بركات القانون الروحي.. فما هي محتويات القانون الروحي؟
(يتبع)