اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4811 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

الصندل المفكوك للسيد المسيح في أيقونة السيدة العذراء مريم

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

11 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش

أثار شكل الصندل المفكوك في أحد قدمي السيد المسيح نظر المتأملين في الأيقونة، وقد ظهر في الأيقونات القبطية مؤخرًا، فكان من الأهمية شرح ما يقصده الفنان من ذلك.. والأمر هنا يشير إلى السيد المسيح الذي يخبرنا أنه فككنا من عادة مخلوع النعل في العهد القديم، حيث أنه عندما يموت الزوج يُقدَّم أخوه ليتزوج أرملة أخيه، ليقيم منها نسلًا، ويُنسَب لأخيه، لعل المخلّص يأتي من نسل الأخ الميت، فلا يُحرَم من شرف وبركة أن يأتي المخلّص من نسله، وإذا لم يتزوجها فيُطلَق عليه مخلوع النعل، ويكون في موقف صعب ومؤلم جدًا أمام الجماعة (تث25: 9). ولكن المخلص قد وصل بالفعل، مولودًا من عذراء، وهو أمام أعيننا. ومنظر الصندل المفكوك هنا، وكأنه يقول لنا: قد فككتكم من هذه العادة.

وقد يذهب الأمر أنه لعل الفنان يريد أن نخلع عقلنا أمام سر تجسده العجيب غير المُدرَك، ويذكّرنا بقول الرب لموسى «اخلع نعليك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة» (خر3: 5). والمنظر عجيب، والعليقة المشتعلة هنا رمز لتجسد الله الكلمة من العذراء مريم بسرٍّ لا يُنطَق به، لذا يجب أن يتفوق الإيمان على العقل.

وإذا اعتبرنا أن أمر الرب لآدم أن يذهب إلى الأرض حيث «شوكا وحسكا تنبت لك» (تك3: 18)، فإنه بمجيء المخلص، وتمام نصرته بالقيامة، فإنه لا شوك ولا حسك في الأرض بعد الآن!! فاخلع نعليك ولا تخف، لأن الأرض تطهّرت من الشوك والحسك، الخطية والفساد، وهو الوحيد القادر على حل سيور الحذاء وليس آخر كما جاء في قول يوحنا المعمدان «لستُ أهلًا أن أنحني وأحلّ سيور حذائه» (مر1: 7). إن النعال تُصنَع دائمًا من الذبائح الحيوانية، وذبيحة المسيح على الصليب أعطتنا الوقاية والحماية من الشوك والحسك، اللذين يمثلان الضيقات والآلام والتجارب، في العالم الذي وُضِع في الشرير، وكما تقول النبوة «عِوضًا عن الشوك ينبت سرو، وعوضًا عن القريص يطلع آس، ويكون للرب اسمًا علامة أبدية لا تنقطع» (إش55: 13)، وتناولنا من هذه ذبيحة الإفخارستبا، هو بمثابة الحماية من شوك وحسك هذا العالم، لذا نجد أن صندل أو نعل القدم الأخرى للسيد المسيح، مربوطًا بإحكام، ونحن من خلال الإفخارستيا محفوظين، فالسيد المسيح كأب قال لعبيده: لجعلوا «حذاء في رجليه» (لو15: 22).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx