اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4811 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

مدخل إلى القانون الكنسي3

القمص ثاوفيلس المحرقي - وكيل الكلية الإكليريكية بالدير المحرق

11 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش

انتهينا في المقال السابق إلى عرض القوانين التي تعترف كنيستنا بشرعيتها، وصيغت هذه التعاليم والقوانين في تشريعات تتكون من قواعد قانونية، فالتشريع يتكون في مجمله من مجموعة من القواعد القانونية، ونستطيع تعريف قاعدة القانون الكنسي، والتي تتكون منها القوانين الكنسية بأنها: "قاعدة شرعية تصدر عن سلطة كنسية مُعترف بها لتقرير أمر من الأمور، أو لتنظيم حياة الأفراد أو الجماعات أو الكنيسة عامة".

ولشرح هذا التعريف، فالقاعدة الشرعية أي القاعدة القانونية التي صدرت في إحدى القوانين التي تعترف بها كنيستنا، والتي عرضنا لها، وعن تعبير سلطة كنسية، فيجب أن نقف عليه بعض الشيء، لكونه عند البعض تعبيرًا شائكًا غير مفهوم.

مفهوم السلطان الكنسي: الكنيسة ليست مؤسسة زمنية سياسية تسعى لتحقيق أهداف أرضية. بل هي جسد المسيح، سُرَّ أن يتخذها لنفسه شعبًا خاصًا، ويكون هو نفسه أبًا لها وإلهًا، فالسلطان الكنسي روحي أولًا، لا يحاكي سلطان ملوك ورؤساء العالم، فهو مُسمتد من السيد المسيح الذي قال عن مملكته «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو18: 36). وقد اختار السيد المسيح رسله وخلفاءئهم، وسلم لهم هذا السلطان لتدبير أمور الكنيسة. وتأتينا الإشارات الليتورجية، التي تشرح لنا ذلك، فنقرأ في صلاة تقدمة الخبز والكأس "أيها السيد الرب يسوع المسيح... أظهر وجهك على هذا الخبز، وعلى هذه الكأس... باركهما، قدسهما، طهرهما.."، ونقرأ في الخولاجي المقدس أنه عندما يقول الأب الأسقف أو الكاهن باركهما... أنه يرشم بيده، كما نقرأ في صلاة الإكليل المقدس أن الأب الأسقف أو الكاهن حين يضع الأكاليل بيده على رأس العروسين يصلي "ضع يا رب على عبديك أكاليل النعمة ..آمين"، فبينما يرشم الأب الأسقف أو الكاهن بيده يقول: "باركهما.."، وحين يضع الأكاليل يقول "ضع يا رب..". من هذه الإشارات  يتضح لنا مفهوم ما نؤمن به في كنيستنا، وهو وجود اليد غير المنظورة وهي يد السيد المسيح التي تعمل من خلال اليد المنظورة أي من يقيمون الأسرار. كما نؤمن كذلك بمفهوم رأس الكنيسة غير المنظور أي السيد المسيح، والرأس المنظور أي الأب البطريرك، ولكي ندرك تمامًا مفهوم السلطان الكنسي يجب أن نضع أمام أعيننا أمرين:

الرئاسة الكنسية تُسمتد من رئاسة المسيح نفسه، وقد قيل عن رئاسته «لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه..» (إش9: 6)، أي رئاسة حمل مسؤولية رعيته وخلاصهم. والسيادة كذلك هي سيادة مُستمدة من سيادة المسيح نفسه، وحينما تكلم عن كونه سيدًا قال: «فان كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالًا..» (يو13: 14، 15). تلك هي السيادة التي تكلم عنها السيد المسيح، فهي سيادة محبة وبذل، وهذا هو مفهوم السلطان الكنسي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx