اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4811 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

تاريخ تدوين وتسجيل الألحان القبطية منذ القرن السابع عشر الميلادي وإلى الآن (الحلقة 5)

دكتور/ ميشيل بديع عبد الملك رئيس قسم الموسيقى والألحان بمعهد الدراسات القبطية

11 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش

ظهرت أول محاولة جادة لتدوين الألحان القبطية بالتدوين الغربي عندما قام الأب اليسوعي Jules Blin (1853-1891) بإصدار كتابه "Chants Liturgiques des Coptes" (الألحان الليتورجية للأقباط) والذي صدر عام 1888، وتمت طباعته في المطبعة الوطنية بالقاهرة. وُلِد Jules Blin عام 1853 في مقاطعة Marigé-Laillé التابعة لمحافظة Le Mans بالشمال الشرقي لفرنسا. وقد درس العلوم اللاهوتية لمدة عامين بإحدى الجامعات الكاثوليكية في مقاطعة Marigé-Laillé، ثم ذهب إلى الجزائر للعمل التبشيري بين العرب. انضم إلى جماعة الأباء اليسوعيين "Society of Jesus" (Jesuits) عام 1877.

جاء إلى مصر ودرس اللغة العربية حيث كتب كتابًا في قواعد اللغة العربية، وقام بتدريسها بكلية العائلة المقدسة بالقاهرة. أثناء وجوده بمصر أتقن اللغة القبطية، وقام بتدريسها للدارسين بكلية العائلة المقدسة، وقام بترجمة الكتب الليتورجية من اللغة القبطية إلى العربية. كان قد سبق له دراسة الموسيقى وإتقانها وهذا أهّله للقيام بتدوين موسيقى الصلوات والألحان القبطية. وفي عام 1878 أرسل له القاصد الرسولي بالقاهرة الكاردينال Giovanni Simeoni خطابا يشيد فيه باهتمامه بجمع ألحان الكنيسة القبطية وتدوينها، ويأمل أن تواصل الكنيسة القبطية هذا العمل الذي قام به Jules Blin للحفاظ على ألحانها من الضياع. وقد كتب Jules Blin قي مقدمة الكتاب الذي يقع في حوالي 110 صفحة: "العمل الذي نقدمه للشعب (القبطي) ذو أهمية للأمة القبطية، لأن تدوين موسيقى ألحانهم القبطية هو عمل غير معروف لديهم حتى الآن، لأنهم لم يسبق لهم أن قاموا بتدوين موسيقاهم، ولكن التقليد المتبع حافظ على موسيقى ألحان الكنيسة القبطية. فالأطفال منذ نعومة أظفارهم المبكرة سمعوا هذه الألحان من أفواه آبائهم، وقاموا بدورهم ليعلّموها لأولادهم فيما بعد (يقصد هنا التقليد الشفهي لتسليم الألحان القبطية)".

لقد حاول آخر أسقف للأقباط الكاثوليك Monsignor Aghabios Beschai أن يقوم بتدوين الألحان القبطية، ولكنه توفي قبل أن ينجز مهمته. وعندما زار القاصد الرسولي Monsignor Marcos القاهرة، قام بإسناد مهمة القيام بالعمل الذي بدأه Monsignor Aghabios Beschai ليقوم به الأب اليسوعي Jules Blin، الذي قام بتجميع الألحان الكنسية من مصادر غير معروفة وتدوين بعض منها مثل: بعض من صلوات أنافورا القديس باسيليوس (القداس الباسيلي)، وبعض ألحان تُقال أثناء التناول والمعمودية المقدسة وسر الزيجة المقدس، وكذلك ما يُقال أثناء صلوات التجنيز. وأضاف نصًّا باللغة العربية لترتيلة تُقال أمام الصلبوت. وقد نفى نفيًا قاطعًا أن تكون للموسيقى القبطية أيّة علاقة بالموسيقى العربية حيث ذكر قائلا: "إن (موسيقى الألحان القبطية) ليس لها أيّ طابع يرتبط بالموسيقى العربية، سواء من ناحية الإيقاع الموسيقي وكذلك السلم الموسيقي". وكانت له ثلاث ملاحظات على موسيقى ألحان الكنيسة القبطية: (1) التكرار الموسيقي على الحروف المتحركة القبطية ويسبّب إطالة الصلوات، (2) عندما يلتقي اثنان من الحروف الساكنة القبطية فيقوم المرتل بوضع الحرف المتحرك "e" بعد الحرف الساكن الأول، (3) لاحظ أن الأطفال يقومون بخدمة وظيفة "الشماس الدياكون" داخل الهيكل.

ولكن هذا العمل في الواقع لم يكن ذا قيمة نظرًا لتدوينه الألحان من مصدر لا يتفق مع طريقة التسبيح داخل الليتورجية القبطية. ويذكر توفيق حبيب في محاضرته بكلية البنات القبطية عام 1917 بعنوان "ألحان الكنيسة القبطية" أن معلومات Jules Blin عن الألحان القبطية لم تكن صحيحة انتقامًا منه لعدم دفع مقابل خدماته للكنيسة". (يتبع)


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx